الأحد، 26 يوليو 2020

سأبكي الليلة بحر دموعي المسجور
وأحاول بكل هدوء خرق سفينتي
وتسريح القراصنة 
والقبطان
والأشرعة والدفة والمرساة التي زارت مرسى المدينه
سأحاول إختراق جدار صوت النيرفانا
وأحترق في صفائي
وأتنازل عن بصماتي 
وأقذف في مسلسل الطوفان
نبرات صوتي الحزينه
سأبكي الليلة ما لم يبكى من قبل
أشياء إشترت روحي في سوق الأطياف بلا عربون
بلا ثمن بلا عقد بلا شهود
وحينما ترجيتها لتعتقني
قالت لي ومن غيرك سأمرر فوق ظهره قطار البؤساء
ومن غيرك أبرهن به ما وراء طبيعتي الدفينه
سأبكي الليلة نبضات قلبي
 وأسرح خلايا كبدي كي تسلك طريق بركان الفيزوف
وأعتق جميع شرابيني وأوردتي فوق سروج خيلي
وأهب القطيع القديم التكوين لشفاه الشمس
وأصنع إعتذار الغلابى لابن عرس
وأكتب إضطهاد غثة في جبروت السمينه
سأبكي الليلة بشهيق عال التردد
وبزفير سلك طريقا معبد
وبأسلوب جديد في البكاء
سأكسر رقم البكائين القدامى 
وصدارة رابعة ورياح القيسي
وجميع من مشوا من التقاة والأكرمين
البكاء يا سيدي يريحني
يرقي مقاماتي
يقنن بين الأضداد والمتناقضات آهاتي
البكاء ياسيدي صمامي كي لا أبدأ في مقصلة إثباتي
البكاء يجعلني أبكي أحشائي
كي تخرج خارج إطار الشجون المقدس
لتعيد لي بعض ما يستحق الحياة والسكينه
سأبكي طبعا على طريقة الخطاب
وأشق في خدايا  نهرين متوازيين
يفيضان كدجلة والفرات بعض العام
وفي سنين الجمر يشتعلان صهدا مبينا
سأبكي الليله ما تبقى لي من قوت عبث به الصرصار
وسأصفد جميع أطيافي وأنهي أطروحة الأوزار
سأحتسب الدموع قربانا للوعتي المخضرمة
التي توسطت ذروة الهيام القرمزي
ومنعطف الإنهيار الأخير في ليلة الملك الحزين 
حيث إستوت كعكة النرجسية والظغينه
البكاء هو الحل العابر لقارات نحس ذاب في الوحل
وهو الطريقة البدائية كي تجتنب شواء وجهك بالمهل
وهو خيمة الظلام التي تتعرى وتتمرغ فيها وتردد تمائمك
وتتنفس على أقل من مهلك
وتحضر صدرك لسهام الصيادين كي يشكلوه كالعجينه
البكاء مذهبي وطريقة عبادتي وذكري في ظلي تحت الصدى
وهو المدار الوحيد الذي أتشبث به كي أبلغ عمق المدى
وهو أشيائي التي تبقت من.مشيمتي يوم ولدت
ويوم ميزت بين الألوان التي صارت خردة في زماني
وهو ندائي على حافة نجمة تغتسل فرحا برجوع الشهاب
وتأبين السمع إلى مثواه الأخير بعدما صار مسترقا ورهينه
البكاء هو قمة الموت الذي ترصدته البومات ذات سقوط العش العريق
وهو ذاك الذبيح الذي إمتطى موجة ليفر من شفرة زينت نفسها لتعانق حضرة الإعدام
وبعض أغراض إستعملتها الغيلان في متاهات الهرم الكبير
البكاء ياسيدي عقيدتي ومرجعيتي وتأويل أحلامي
وأنقاض الأضغاث التي أعادت حسابات النمرود 
ليبني برجه كي ترميه بعوضة لا حول لها بالغرغرينا
خالد فريطاس الجزائر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الحب.. .................. مدينة محاطة بسياج  من وردات الياسمين رائحة ذكية تنشر شذاها  بعبق الرياحين  وجوه مبتسمة ليست بعابسة  وأيادي ت...