رأيت العيون في عز صمتها ناطقة
بأحرف كم حار في شرحها البيان
إن هي مالت باحت بسر صمتها
و نطقت سرا بما يعجز عنه اللسان
عيون المها في الغاب يصعب صيدها
و في صيد الجمال تتدلل الحسان
أذا مال الرمش على العين ينطقها
كظل في الدجى يغار منه نيسان
لا يعرف صمت العيون إلا عاشقها
و لا يعرف سر الخيول إلا الفرسان
سبتني الهيفاء بأهداب لحاظها
فتجرعت من لظى سوادها كأسان
كأس لما رأيت ظلال اهدابها
و كأس خدر العقل و الوجدان
شربت منهما حلو المدام محللا
و زادني الرمش سهما يعتليه قوسان
بطش العيون يأتي من سوادها
و يزداد اللهيب إذا التقى الرمشان
بخمار شفاف زادت محاسنها
و ثغر تحت اللثام يروي العطشان
ادريس العمراني
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق