رأسي كتاب
على صفحاته خطت
يد الأيام
وكان مداده دمعي
الذي ملئت به الأقلام
رسمت الحلم في رأسي
فراشات وأزهارا
ربيعا من هوى و غرام
رسمت سنابلا خضرا
وزيتونا و نخلا باسقا
وحمام
وأطفالا كما الأزهار
يغنون
ويبتسمون للدنيا
ويقتسمون لقمتهم
بفرح غامر وسلام ٔ
رسمت مروجنا الخضراء
زاهية
ترفرف فوقها الرايات
عالية
وقلت بلهفة وطني
وفي أحضانه سأنام ٔ
ولكن .. ..
قبل أن أغفو
رأيت الحلم محترقا
تبدل حلمى الوردي
في عيني صار حطام
كأنه لم يكن إلا
خيالات من الأوهام
تبخر وطني المأمول من رأسي
وأصبح ما أراه الآن
حقولا تطرح الألغام ٔ
أبيت الليل في بغداد
أو أقضيه في الفيحاء
عسى أرتاح من حزني
وترحم مهجتي الآلام
وفي صنعاء أو عدن
وفي أقصى بلاد الشام
و في طابا وفي البيضاء
وفي برقة
وفي الخرطوم أو جوبا
تطاردني جراحاتي و أحزاني
بلا استسلام
أحاول أن أجد فرحا يسليني
فلا ألقى
سوى الأشلاء من وطني
تنكس فوقها الأعلام
تأليف/ متولي محمد متولي بصل
دمياط
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق