أنعتب أنفسنا أم زماننا نعتب؟
والأحبة كالشمس وارتهم السحب
وديارهم باتت ثكلى تبكي وتنتحب
يا فرح القلوب قد داهمك النصب
وأسمار المسايا أوجعها التعب
وليال للصخب منها الأنس ينسحب
وفراق على الوجنة يذرفه الغضب
يا ليل الأحبة لك الدمع ينسكب
لم تبق سوى دارسات تحتسب
يا وطنا هولك من جور يُرتكب
ليس على من فارق الدُور عٓتٓب
بل على من قايض بالوطن يٓكتسب
قد أراد عرضه تحت الخطى ينسكبُ
ولن يبقى له سوى الجوع والسغبُ
يا أوطاننا لا تعجبي وإن حق لك العجبُ
ممن حسبوا المجد قصورا لهم وذهب
وأياما في الدنيا يقضيها هزلا ولعب
وانما العز للوطن حين تذكره الكتب
يا وجعا وماء الوجه للغٓرب منسكب
تحنى له القامات وله المجد والغلب
نسأله بقايا الكاس و الحثالة نشرب
ونرقص وظهرنا من الذل محدودب
يا وجعي على أمة وهي تنتسب
لتليد الأمجاد في ماضيها يٓضربُ
لم تملك له سوى الإٍِعراض والهٓربُ
لا يسلب لُبٓها سوى الزيفُ والكذبُ
قدنالها من غيها ذاك الهم والكربُ
أتنجو؟ وقد باغتتها النيران واللهبُ
وتداعى عليها الأقرباء والغُرب
وصارت ساحاتنا لأطماعهم ملعب
يا دمعا يختفى في الجفن ينتقب
إننا عن الأوطان كل يوم نغترب
وذاك العبثُ أوزاره علينا تنقلب
يا وجعا مافتئ يطلبنا أيها العرب
أين دررنا.بغداد وحمص وحلب
وفلسطين على هودجها ركبوا
ودُورهم انصاعت لها تلالُها والشُعب
كقصور الزهراء دهرُها علينا مُنقلب
يا وطنا موجعا أنت مُنانا وما نكسب
ارفع قناعا أسودا تسدله الحُجُب
كل المنى ان أرى سناك تعلوه القٍبٓبُ
و تركض الفرس بين شرقك والمغرب
كل المنى تلك الخفافيش تنسحب
ونبني علاك و هذه الاوجاع تغترب
ياوجع أقصر! أما كفاك وانت تستلب
فرحا أصابه منك ناب والمخلبُ
أردنا زمنا نستسيغ طعمه العذب
وحقا لنا مهما يكن نحن له نرتقب
فمنه الوجاء ومن الرجاء والطلب
عسى شمسنا فوق العلياء تنتصب
ما ضاع حق لمن لفرج الله يرتقب
جميلة شلبي تونس
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق