--------------------------------------------
عندما يجتاز أبناؤنا امتحاناتهم نرتبك، نخاف،ندعو لهم، نشجعهم، نراجع معهم، نساندهم، نعتني باكلهم وشربهم وغيرها... ،نسهر معهم ونضطرب، يصير المنزل قاعة درس ومدرسة منزلية...
ننجز المستحيل من أجل توفيرهم كل الحاجيات والمستلزمات الضرورية والكمالية دون قيد أو شرط ونحن نضحك ونتعب وننهك أجسادنا وعقولنا بكل طواعية وبهجة وعقلانية...
فنحن نرتقي بأنفسنا حينها من اجل الارتقاء بابنائنا ومستقبلهم والحرص على تامينهم افضل ما يمكننا القيام به من أجلهم في هذا الظرف بالذات وفي كل المسار الحياتي في كل الظروف...
لكن،هل فكرنا يوما لماذا نقوم بهذا وتتضاعف مجهوداتنا واهتماماتنا تجاههم حتى تصير تصرفاتنا واهتمامنا بهم ملفتا للنظر؟
بطبيعة الحال سنقول ان هذا امر طبيعي وفطري في الانسان ناهيك وإن ابناءنا يجدون انفسهم في مأزق ومصعب من مصاعب الحياة لا يواجهونه كل يوم...، وان واجبنا يحتم علينا مناصرتهم وتشجيعهم وتوجيههم وشحنهم بتجاربنا وتوصياتنا.... ،وهذه أمور فعلا مستحبة ومباركة وتدل على العلاقة الوطيدة بين الأولياء وابنائهم خاصة في المجتمعات العربية عامة والاسلامية خاصة رجوعا إلى الدين والعادات والتقاليد والاعراف وغيرها... ،
بيد أنه من المهم أن نتساءل عن جانب آخر خفي مهمل في هذه المسألة لا بد من التطرق إليه متى سنحت الفرصة : الا يمتحن ابناؤنا في غير هذا الوقت؟ الا نمتحن نحن أيضا؟ ماذا جهزنا للامتحان وكيف توقينا منه وما امكانياتنا لذلك؟
فالمعروف أننا ولدنا لنمتحن من الولادة إلى الممات قبل أن نتحصل على نتيجتنا يوم القيامة تماشيا و "يوم الامتحان يكرم المرء او يهان"، فهل راجعنا دروسنا جيدا واستوعبنا ابجدياتها ونظرياتها وقواعدها و احسنا التعامل معها وفق مناهج مدرسيها وفحوى دروسهم ومتطلباتها ام انا علمنا شيئاً وغابت عنا اشياء؟
هل فهمنا الدين والعادات والتقاليد والاعراف والحضارات والعلوم والاختراعات والانجازات وغيرها من هؤلاء الأساتذة الاجلاء وعملنا بها وحرصنا على تنفيذها وجعلها واقعا معيشا أم إننا لم نستوعب ذلك واخذنا ما تيسر لنا كل حسب طاقاته الفكرية والجسدية والروحية والايمانية وغيرها واقررنا بأن "من اجتهد واصاب فله اجران ومن اجتهد ولم يصب فله أجر واحد"...
فالامتحان اذن متواصل من خروجنا من ظلمة بطون أمهاتنا إلى ولوجنا ظلمة قبورنا حيث نتعرض لكافة الإشكاليات والمصاعب المتجسمة في امتحانات منها ماغهو مقدور عليه ومنها ما يغلبنا ويستوجب تضحيات اكبر ومزيدا من الوقت... ،فعلينا مراجعة دروسنا جيدا وبذل مزيد من المجهودات والتضحيات بغية النجاح والفلاح يوم النتيجة الكبرب يوم القيامة.
_________________________________________
بقلم: ماهر اللطيف
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق