الخميس، 1 أبريل 2021

الطَّلَلُ البَالِي.                  

وَذَاتَ انْبِلاَجٍ ..تَبَدَّتْ إلَيّ كَبَدْرٍ يُطَارِدُ سِرَّ السّمَاء..
هَفَوْتُ بِلَمْحٍ عَلِيلٍ تَبَعْثَرَ فِي مُقْلَتَيْهَا..
فَغَامَتْ سَمَائِي بِنُورِ المُحَيّا كَبَرْقٍ طَفَا فِي الهَوَاءِ..
وَنَاجَيْتُ طَيْفًا أُرِيدُ هَلاَكًا عَلَى ضفَّتَيْهَا...
فَجَاوَبَنِي الصَّدُّ: 
"مَهْلاً، أَمَازِلْتَ تَهْذِي بِلَيْلى، وَفْوْزٍ، وَهِنْد..
أَمَازِلْتَ تَرْنُو إِلَى الطَّلِّ تَبْكِي لِطُولِ اللَّيَالِي، ولَسْعِ النَّوَي،
وَفِي الافتِرَاضِي بَدِيلٌ لَذِيذٌ لعِزِّ اللِّقَاء..
أَلاَ أَيّهَا العَاشِقُ التُّونسِيّ...أَلَسْتَ سَلِيلاً لِقَولِ نَواس:
"قل لِمَن يبكي على رسمٍ درسْ
واقِفًا مَا ضَرَّ لَوْ كَانَ جَلَسْ"
لِمَاذَا البُكَاءُ؟ لِمَاذَا الكَمَدْ؟
لِمَاذَا النُّوَاحُ طَوِيلاً كَأَنَّ الأَوَائِلَ حَازُوا الأَبَدْ؟
أَلَيْسَ الحَبِيبُ الذِي أَنْتَ بَاغٍ يُرَاوِدُكَ فِي الصَّرَدْ..
لَقَدْ شَوّهُونَا بِصَوْتِ النَّعِيبِْ..
تَمَسْكَنُوا لِلْفَوْزِ بالوِدِّ لَغْوًا وَمَا مِنْ مُجِيبْ..
كَأَنّ البِعَادَ قَدَرْ..
كَأَنَّ البُكَاءَ سَمَرْ..
لِتَسْمٌو القَصِيدَة...وَيَنْفُذُ فِي السَّمْعِ وَجْدٌ يُنَاجِي السَّفَرْ"...
لَقَدْ كَانَ للِصَّدِّ حَقّ....
أَلَيْسَتْ حَبِيبَتِي، رَمْزُ الوُجُودُ العظِيم، غَدَتْ شَاعِرَة؟
هِي اليَوْمَ تَزْهُو بِحَرْفٍ جَمِيلٍ لَهُ شَاكٍرَة..
أَعَادَ لَهَا الحَقَّ فِي البَوْحِ بَعْدَ سُكُوتِ اللَّيَالِي..
فَأَضْحَتْ تُغَرِّدُ مِثْلِي تَمَامًا بِهَمِّ الأَمَانِي..
تُطَارِدُ نَجْمًا بَعِيدًا وَتَهْفُو إِلَيْهِ بِرِمْشِ غَزَالِ...
حَبِيبَتِي تَكْتُبُ كُلَّ القُلُوبْ..
حَبِيبَتِي تَكْسِرُ كُلَّ الدُّرُوبْ...
حَبِيبَتِي تَعْشَقُ فِي اليَوْمِ خَمْسِينَ مَرَّة...
وَلِي مَا لَهَا مِن حُقُوقٍ  تَهُدُّ الغُيُوبْ..
لِمَاذَا البُكَاءُ إِذَنْ؟ وَمَنْ أَنْتَ تَبْكِيهِ كَمْدًا هُوَ الآخَرُ يَبْكِيكَ غَمًّا؟
لَقَدْ وَلّى عَهْدٌ لِلَيْلَى تُرَى فِيهِ طَيفًا وَبَدْرًا وَشَمْسًا..
هِيَ اليَوْمَ بَوْحًا ولَمْسًا وَحِسَّا..
تُسَافِرُ فِيكَ وَتَرْقُصُ فَوْقَ ذِرَاعَيْكَ مَيْسَا..
تُقَبِّلُكَ فِي الشِّفَاهِ، تُطَوِّقُ مِنْكَ الوِدَادَ وَتَسْقِيكَ هَمْسَا..
تَغُوصُ دُرُوبَكَ دُونَ رَقِيبٍ ذَلِيلٍ يُرِيدُكَ تَعْسَا..
وَهَبْ أَنْ رَآهَا الرّقِيبُ تَهُزُّكَ مَسَّا!!؟؟
سَيَشْتَاقُ دَوْرًا قَدِيمًا غَدَا اليَوْمَ حَرْفًا وَدَرْسَا..
وَيَنْهَارُ تَحْتَ عُرُوشِ الزَّمَانِ.. وَيُعْلِنُ يَأْسَا..
فَيَا مَنْ تَرَاكَ تُخَاطِبُ طَيْفَا..
.تَمَهَّلْ وَخَاطِبْ شَرِيكًا يُطَاوِلُكَ اليَوْمَ فِي كُلِّ أَمْرٍ،
سَوَاءً سَوَاءً لِقَاءً وَحَيْفَا.
وَلاَ تَبْقَيَنَّ أًسٍيرًا لِدَهْرٍ تَوَلَّى،
تَرَى فِيهَا أَنَّ الصَّبَابَةَ تَبْنِي مِنَ الشِّعْرِ حَرْفَا.. 

صالح سعيد/ تونس الخضراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق