الخميس، 1 أبريل 2021

لا تغرَنكَ الدنيا.

إذا طابَ رغيد العيش فيكَ
ففي طولِّ المنى كانَ الفناءُ

وحنَّت نفسكَ الغرّى لأنسٍ
فلا تأنسْ ففي ذاكَ العناءُ

 فلا سعدٌ يدومُ العمر طولاً
ولا أُنسٌ لصاحبهِ الدَّواءُ

وكلُّ الأثمِ في طولِّ الأماني
فلا خيرٌ بها يدرك، وباءُ

فما حالٌ ولا مالٌ بقيٌّ
ولا شيءٌ فما فيها غثَاءُ

 فما من دائمٍ فيها نَديٌّ
فلا تحزن إذا غابَ الرخاءُ

فَإنْ أسديتَ معروفاً لمرءٍ
فلا ترجو لهُ يوماً جزاءُ

فما لله أضعافاً سينمو 
وما للناسِ أخرهُ هَباءُ

فزبدُ البحرِ لم يأتي بنفعٍ
فما كالزبدِ قَد يذهب جفاءُ

كمالُ المرءِ في عقلٍ رَّصينٍ
فَخيرُ الكنزِ بل كانَ العلاءُ

ولا تلبس لِباس الجهلِ حاذر
فكم أردى أُناساً ذا الرداءُ

ومن خالفتَ حاورهُ بعلمٍ
فإنَّ الرَّأي من علمٍ ضياءُ

وعيبٌ فيك في خلقٍ فغطَِّ
فَحُسنُ الخلقِ للعيبِ الغطاءُ

ولا تحزن إذا يوماً غُبنتَ
فما يخفى على الله الخَفاءُ

ومن صاحبتَ في اللهِ فَساير
فأنتَ وَمن تُصاحبهُ سواءُ

لأيِّ الخيرِ لا ترجو لئيماً
فإنَّ الخيرَ من لَئِمٍ غَباءُ

فلا تهلع إذا مَكرت عِداكَ
فَبالأيمانِ تعلوهم دهاءُ

ولا تقنط فإنَّ اليأسَ كفرٌ
فبالرحماتِ ما قطعَ العطاءُ

إذا ضاقت عليكَ الأرضُ رحباً
على أمرٍ وإنْ جارَ القضاءُ

عليكَ الصبرُ إنَّ الصبرَ خيرٌ
بهِ تجزى وينفرجُ البلاءُ

سيعطي الله بالصبرِ هِباتاً
وَإنْ جزعتَ فإنَّ لكَ الشقاءُ

فلا تَسأم فما فيها بقيٌّ
ولا البلوى لها يوماً بقاءُ
 
وآل البيتِ مِن طه فوالِ
وغيرُ الآلِ كُن عنهم براءُ

هم الأعلامُ للملهوفِ لاحت
وللظمآنِ ينبوعٌ وماءُ

ولاةُ الأمرِ والحبلُ المتينِ
رضاءُ اللهِ إنْ عزَّ الرضاءُ

عليهم ربِّ قد صلَّى وسَلَّم
وكلُّ الكونِ قد صلَّى وفاءُ

#عماد_الأسدي.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق