الأمــــل
الأمل والألم.... كلمتان تكتبان بنفس الأحرف.... تشتركان في الأوائل.... تختلفان في ترتيب الأخيرين.... فكلّما حافظا على ترتيبهما الهجائي.... إضافة إلى الأوائل.... كانت محنة وجراحا.... ودماء ودموعا.... وكلّما جرى العكس بينهما.... كانت منحة وأفراحا.... وفسحة وشموعا.... وإذا أخذنا.... آخر ما في الأمل.... وجدنا من تمدّنا .... أكبر حنان وأمل.... فتضمّد جراحنا.... وتكفكف دموعنا.... وتزيّن أفراحنا.... وتنير دروبنا. كلّما كان إيماننا.... بالله أكبر.... وثقتنا بالأمل أكثر .... وبالإرادة والسّعي.... إلّا واختفى الألم.... ومهما استسلمنا للألم .... يبقى الأمل دون ملل.... إلى أن تأتي.... فرصة العمل.... فيبعدنا عن هذا الألم.... فيتحقق الحلم بالعلم.... دون ندم نعم.... ونعوضه بخير النّعم.... في آخر الزّمن.... وأغلاها جنّة النّعيم..... هي أحسن تكريم.
الأمل.... نافذة واسعة.... لكوخ بسيط من القش.... يخرج دخان رماديّ.... من فتحة في سقفه .... مبنيّ على هضبة.... قد هضبت السّماء فوقها.... فبلّلت طفلا بشوشا.... كان يطلّ منها.... بابتسامته البريئة.... وقت بزوغ الفجر .... وإشراقة الشّمس الخافتة.... ولطافة الجوّ المنعش.... يتأمّل مساحة معشوشبة .... الّتي يتدرّج فيها الإخضرار.... وبها حديقة مزخرفة.... من كل ألوان الأزهار.... تحوم فراشات مزركشة فوقها.... وتارة تحطّ عليها.... لتخطف من رحيقها.... وتحفها أشجار.... بأنواع الثّمار.... تحلّق حولها عصافير.... من كل الأمصار.... تلحّن بزقزقاتها.... لحن المشاهير.... وبجانبها تسمع أوتار.... خرير مياه الوادي .... ممزوجة بأصوات تلفت الأنظار.... لبطّ الماء والصّغار.... في لونها الثّلجي.... وهي تروح وتجيء.... وأسماك تحته تسبح .... في حذر تلمح.... شباك أو طعم صيّاد.... في سنّارته كالمعتاد.... علّها تكون طعاما للأولاد.... هكذا هو التناغم .... بين عناصر الطّبيعة.... الكلّ في خدمة الإنسان.... الجماد، النّبات والحيوان.... فالأمل يعزّز لنا الإطمئنان.
فوسط هذه اللّوحة.... الفنيّة الرّائعة.... لمبدع خالد.... لا ولد له ولا والد.... بين الزّقزقة والخرير.... والأشعة الذّهبية كالحرير.... والحديقة المزخرفة.... والبساط المزركش.... وكوخ القش.... والهضبة والوادي.... والطفل الهادي.... والصّيّاد والأسماك.... والدّخان والأمطار.... والعصافير والأشجار.... والفراشات والأزهار. تعيش آمالنا... فدعوها .... تتنفّس.... تنتعش.... فتعيش من أجل الخير.... من أجل الآخر....من أجل المحبّة.... أرضعوها الصّبر .... لتكبر معنا.... اسقوها الإرادة.... لتنمو تحدّياتنا.... ابنوها بالود....لتسكن فينا.... علّموها العمل.... لتنجز أفكارنا. قد تكون حسرتنا.... في آلامنا.... من تصرفات بعضنا.... جهلا منهم لنا.... أو خدمة لأعدائنا.... فليتحمّل بعضنا بعضنا.... ونشدّ بأيدي بعضنا.... ونصحّح مسارنا بيننا.... وننقذ ما تبقى من أجيالنا.... من بصيص.... إلى شعاع.... إلى ضوء.... إلى نور....هكذا هو الأمل.... فمع الله كلّ آمالنا....فلنتق الله في أنفسنا.
من تأمّلات، الأستاذ: مصطفى بن سعد لعيمش.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق