قطرات الندى تبلّل خدّ الصباحات
وعبق الشوق ينتشر بين النسمات
تلاطمت أمواج العشق بقلبي...
وغنّت النوارس أحلى النغمات
لهيب الهجر أضنى فؤادي...
وأزهرت من تحت الرماد وردات
صرخ الصمت واحتار الوجع
و أَنّ الحنين حتى تكلّم السّكات
زهور الغاب حزينة ربّتت على كتفي
واحتضنت معي جنون الذكريات
الصخب الهادئ يضجّ بداخلي...
يعرّي العذاب و يزرع الغيمات
بيني و بينك قصائد عشق
وزخم لا ينضب من العتاب
والف الف ميل من المسافات
انا الأثر الذي لن يختفي من حياتك
مهما مرّت من بعدي الخطوات..
سأطهو أحلامي كالقهوة على نار هادئة
لأتذوّق وحيدة مرارة البعد
وأتجرّع سكّر الخيبات
سأمتهن التمرّد وأتلحّف الشموخ
وأغرق حد النخاع في محبّة الذات
وأظلّ أكتب ولو جفّ حبري
وامتلأت بتجاعيد الزمن العبارات
كل كلام العشق صمت أخرس
حتى وإن داوى العشّاق جراح الإنكسارات
سيلعن قلبي أشواقه إليك
وستلاحقك رغم الفراق النظرات
ستظل حروف الأبجدية ترثي وجدكَ
وسيعجز قلمي أمام سعير النبضات
ما بين الحنين و الشوق طيف يتمزّق
يبكي أطلالا كانت ذات عمر أجمل المنحدرات
ناسكة في معبدي أرتّل من منبر العشاق
أعذب الابتهالات...
مآذن القلب رَفَعَت آذانها
و خشع الغفران في كل الأوقات
سأحكي عنك للورد..للجداول..للخمائل..
لقوارب انتشت حتى سكرت مرافئها
بأقداح مترعة بعذاب الملذات..
سأروي لكل الحيارى عن بحيرة
استحمّ فيها الحب بالنور المقدّس
وانتحر مستسلما لنواميس الحياة
منية الشريف/ تونس
نيسان 2021
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق