الجزء الثاني م (( مغلبة الأيام ))
بينما الأم يترامى بها الأمل تارة ويتخللها
اليأس تارة أخرى ودمع الوجنة ما بفارق
وجهها إذ بطارق ع باب البيت ليشتد بها
التوجس والإرهاص عله خبر يأتي إليها
وهمت مسرعة وفتحت الباب لتجد رجلا
له هيبة الوقار والعلو ذا بسطة ف الجسم
وصوت له رنة الغلظة سألها أأنت حرم
المرحوم المهندس هشام فأجابت نعم
وقالت له هل يمكن ان تعرفني بنفسك
فأجابها بالتأكيد أنا الحاج توفيق من كبار
أعيان الصعيد قالت معذرة ما حاجتك لكي
تأتي إلي قال أتسمحين لي بالدخول لان الحديث
بيننا سوف يطول بعض الشيء فترددت برهة
ثم قالت تفضل
اخرج الرجل من جيبه صفحة من جريدة قديمة
فيها صورة باهتة قليلا وسألها أهذه صورة
زوجك وولدك تناولت منه الجريدة ونظرت فيها
وكادت ان تصرخ نعم إنها صورة لزوجي قبيل وفاته
وكان معه طارق ولدى في عمر الثلاث سنوات
ثم طرح الرجل عليها سؤلا أيوجد لدى ولدك أية علامة
مميزة دون تفكير قالت كان لديه وحمة ف رقبته أشبه
برأس سمكة تنفس الرجل الصعداء وقال الحمد لله ان
وفقني إليك لأعيد لكي أمانتك التي طالما حافظت عليها
طوال هذه السنوات ثم توقف برهة عن الكلام
وقال لا تظني سيدتي أني ما حاولت البحث عنك طوال هذه
المدة فمنذ ان لقيت ولدك ف المولد وأنا أحاول جاهدا ولكن
لعدم وجود أية معلومات عنكم مما أضررت الاحتفاظ به واتخذته
ولد لي وخاصة وان زوجتي كانت لا تنجب والحمد لله أحسنت
تربيته وتعليمه وهو الأن ف السنة الثالثة م كلية الشرطة
فسألته كيف هو ألان فأخرج لها صوره له وقال ها هو ذا
قال لها عندما عرض علي تلك الصورة والتي تظهر فيها
الوحمة بشكل جلي وكنت قد رأيت صورته مع والده ف الجريدة
أردت ان أتأكد من ظنون بدأت تتسرب إلي فذهبت بالجريدة وصورته
لصديق لي يعمل مهندس كومبيوتر وشرحت له الأمر فاخذ في مراجعة
للجريده وتاريخ إصدارها حتي عثر عليها وبدا ف تطابق صورة الوحمة
بين الجريدة وصورته الحديثة لنجدها متطابقة تماما عل اختلاف الزمن
وهذا ما دلني للعثور على عنوانك بسهولة ثم قال لها باسما الم تقدمي
لي فنجان قهوة قالت لحظه وقامت لعمل القهوة سرح الرجل ودمع عينيه
يزرف
وقال ف نفسه
&&&&&&&&& ــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
آواه على أيام ما يبسم ثغرها.............. إلا خداعا
أواه على عمر طاولت له............... م السعد باعا
يا حسرة ف مصف الصبر.... .وسدت لدى وداعا
لكم وهيت بثمود الوهم............وسكرت به إتراعا
ألان وجف زماني ورجفته........... زاغت أشياعا
وحل الشيب م رأسي ووصاه...... ..لقراري تباعا
أيا مسلفا الزمان عقبا الروح............وهنت دفاعا
كم تناديني أداجية الأيام...........وضحكها سماعا
ها الرابي م كنف الأقدار............ تودعه أشجاعا
ويح قلبي فيك يا ولدي............. دفقه إليك يذاعا
بين صلا مرقد وفكر..................... غابه طماع
وبين حبي آني وشوقي............... الذاهب جياعا
فغفر وواري سوءة جهلا...أكنز للوحشة أوجاعا
أفديك بقلب حننك عمره...... وأغلف للأيام صداعا
**********ـــــ &&&&&&&&&
وتأتيه بفنجان القهوة وفيها من الشغف
ما قرءه الرجل ف عينيها فقال لها دعين أولا
أهيئ له الأمر واحضره إليك فقاطعته لا بل ستأخذني
إليه كفاني من الصبر ما تحملت وأمام شغفها وإصرارها
لم يجد الرجل بد إلا ان يوافق على طلبها واصطحبها معه
ف سيارته وعندما اقترب م الوصول ترجاها ان تبقى
فالسيارة حتى ينادي عليها فوافقت ع مضض
وانتظرت بالسيارة حتي سمعت نقاش علا الصراخ فيه
فلم تتملك نفسها وذهبت ودخلت البيت لتجد الرجل وولدها
أمامه ما يصدق ما يحكى له ولكن ما ان وقعت عيناه عليها
توجم مكانه ليجدها تمد يداها لتلتحف خدوده وتحدق المقل
بينهما وتقول له &&&&
أيا عز وارته الأيام............. من كنف صبوتي
أيا عمر أتى مولده............. ليماسح لي دمعتي ً
أيا زمن غاش نعاسه........ألاميا وضيعا وحدتي
أيا قدر رحمته ما تناست............ لي بأس أنتي
ف عينيك روض وليدي....... يراوح في مهجتي
لا تباليني بكاذب أحلامي..... ففيها كانت مسرتي
آه لو تعلم ما سرته الأيام..... وأولت إلي غربتي
آه لو تعلم كم م عدد....السين أنست فيها وحشتي
اليوم ألوذ إليك لتهدم ...... صوامع الأيام م دنيتي
يا كبد م سرمد أليالي........... وافى ظله م خلوتي
كفيت لها اللحظ مغلبة........... كادت تثوب لعلتي
فكن بي خير براء........... وهبه الرحمن لماجتي
وما لغصة أوكلتها............... الأيام باءت بضمتي
أن هو بلاء طال أمده......وما استطاع يوماً مذلتي
&&&&&&&&&& يحيى نفادي سيد
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق