"بين الأهداب"
هذا أنا
تراني هنا
داخل عينيها
وبين الأهداب
أختبئ بها
كخرزة زرقاء
معلقّة على الأبواب
يعتقد بعضهم بي
أنّي حارس كذّاب
لا ضرر مني ولا أمنع
عين حاسد
إذا ما لها أصاب
أنا هنا لترى بعينيّ
كل غريب
استبشر بوصالها
وظنّه خاب
ألمّع لها الصور
لتميّز بين من تأمنه
ومن منه ترتاب
لا أزوّر الحقائق
بل أجمّلها بلمسة
تحمل فنّ الخطاب
وأجعل الأنهار
تتدفّق من
صحارى وسراب
فترتسم على ثغرها
عناقيد عنبٍ وعنّاب
وتتورّد وجنتيها
من خجل
كوردة سحرها خلّاب
قابعٌ أنا في عينيها
ولا تراني
الا بطل قصة لشهرزاد
في صفحة كتاب
وأخشى عليّ
من السقوط
لو دمعها
على وجنتيها إنساب
ستسألني
من أين جئت
فأتلعثم
كطفلٍ بالجواب
وربّما تقسو
لو عليّ حكمت
بالذهاب من غير إياب
كيف لي
وحبيبتي هي
أن أرضى
بهكذا عذاب
وأنا الذي بمكحلتها
رسمتني رمشاً
فزادت
من كثافة الأهداب
سأجمّل مآقيها
بلمعة فرح
وأحجب عنها
دمعة عذاب
فاطمة البلطجي
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق