الأربعاء، 14 يوليو 2021

الأَرْضُ الحَيَاةُ.           

وَهَذِهِ أَرْضِي 
وَلِي فِيهَا زَيْتُونَةٌ شَامِخَة
وَبَعْضُ حَمَامٍ ... وَتَيْسٌ...وَقُبَّرَةٌ حَالِمَة
وَلِي فِيهَا أَفْعَى تَرَبَّتْ بِحُضْنِي، بِأَنْيَابِهَا قَاتِلَة
وَبَعْضُ حَمِيرٍ، وَبعْضُ شِيَاهٍ
تُسَافِرُ فِي أَرْضِنَا سَالِمَة
وَبَعْضُ حَدِيثٍ تَدَثَّرْتُهُ مِنْ دِمَائِي، وخزّنْتهُ الذّاكرة
ولي فيها أهل كَشُمِّ الجِبال
سَواعِدهم إن هَوَتْ، كَفِعْلِ الكِتَابَةِ والصّاعقة
وَلِي فِيهَا عمٌّ أبيّ له من أبي أُسْوة رَاسِخَة
ولي قبرُ جَدٍّ حَباني بِعَطْفٍ
وأَوْصَى أبِي بأنْ لاَ أَكُونَ سِوَى قَافِيَة 
ولي بَعْضُ حُبٍّ عَميقٍ، رَضَعْتُ حَلِيبَهُ 
مِنْ نَخْلَةٍ وَاعِدَة.....
وَلِي فيها عِشْقٌ دفينٌ، وبحرٌ من الشّوق أمواجُه عاتية
أنا من هناك بعمق الجذور 
وعُنفِ السّيول، وَعَصْفِ الرّياح
وزقزقة العاصِفة
أنا مِنْ تُرَابٍ عَجنْتُ رُغَامَهُ مِنْ سَيْلِ حُبِّي 
وَمِنْ صَوْلَةِ السَّاقية.
هنيئا لنا الأرض أرض الوعود
وأرض الوفاء، وأرض العطاء والعافية.
أيا أرضُ هبّي إليّ ومدّي مِدَادَ لهيبِ الشّفق
أيا أمّ شقّي الفؤاد، فإنّي عليل
وإنّي أسيرُ دروبِ الغسق
أيا بسمةَ الرّوحِ عند التّجلّي..
وعند التّغنّي..وعندَ حفيفِ الأرق..
تعَاليْ إليّ وحلّي وثاقَ الحُنوِّ
لكَيْ أَلثمَ الصّدر منك وأُسْقى حَليبَ النّزق.
ففي مقلتيك أسافر عبر جناح الزّمان إلى الجنّة النّاعمه
وفي حمرة الخدّ منك يرفّ الإلَهُ كما الوردة الحَالِمه
وفي شفتيْك خفايا التّجلّي وَسِرّ الوجود
وغَمْغمة النّشوة النّائمة..
وَفِي الكلّ منك رحيقُ الوجودِ العميق
وكلّ الذي فوق كلّ الوجود، وفوق النّهى
وفوق تباريحك الهائمه.
وها أنت أرضي أدسّك ما بين جنبي وجنبي 
وأجثو على ركببتيّ أقبّل منك أديم التّراب
وأهفو إذا رفرف الرّيح في سالفيك
أشمّ نسيم الشّذى من نعيق الغراب
وأرْنُو إلى النّور يزهو على خافقيك، كلمح السّراب
وأسْمُو إلى السِّرّ فيك سرى فِي الدّروب 
يشقّ العبيرَ كبحْرٍ عُبَاب
وألْهُو بما يُسْمعُ مِنْ رَنينِ الرّذاذِ عَلَى ضِفَّتَيْكِ
وَمِنْ بَارِقَاتِ السَّحَابِ. 

                    صالح سعيد / تونس الخضراء.

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الحب.. .................. مدينة محاطة بسياج  من وردات الياسمين رائحة ذكية تنشر شذاها  بعبق الرياحين  وجوه مبتسمة ليست بعابسة  وأيادي ت...