الخميس، 28 أكتوبر 2021

●  السَّفَرُ ِفِي جُلَّنَارِ تَفَتّح  ●

 أَطِلِّي !
كما الشّمس بعد انقشاع السّحُبْ
تجيءُ لتمسحَ دمعًا جرى وانسكبْ
وتبعثُ من دفئها
دِفْقَ وِدٍّ وَحُبْ .
أَطِلِّي !
ومَزِّقي ما لفَّكِ من حُجُبْ ،
وَجِيئِي كما الشّمس تأْتِي
فأنتِ الطَّلَبْ ،
فكم هامَ قلبٌ بِكِ وانكوى
وعاش يُقاسي الأسى والتّعَبْ 

لكِ الأُفْقُ سيري بلا أَيِّ حَدٍّ
لكِ العِشْقُ منه انهلي وارتوي ،
لكِ القلب مهدٌ ففيهِ ارتمي
وبين الشّرايين هيَّا استوي !
له النّبض أنت وسرُّ الهوى
وأنتِ الوجودُ له .. فاحتوي !

يغَارُ الجمالُ من السّحر لمَّا
يراكِ تُطِلَّين مثل الغزالْ ،
شَرودٌ وعيناكِ في كلَّ صَوْب
تَخِرُّ لها شاهقات الجبالِْ،
بِكِ الحُسنُ يزهو ويزهو الجمالُ
وأنتِ الجمالُ ومعنى الكمالْ ،
لكِ القلبُ ما إن تمُرّين جذلى
يخِفُّ طليقًا يُناجي الوِصالْ ،
يطيرُ به الشّوق خَفَّاقَ نَبْضٍ
إلى عالم فيكِ حلو الخيالْ .

أطِلّي
لكِ تتغنّى الزهور وتشدو
بأحلى المواويلِ والأُغنياتْ ،
وسيري على نغمات الجمالِ
فأنتِ النّشيدُ لِذِي النّغماتُ ،
بكِ الشّدوُ يحلو وتزهو القلوب
وترنو العيون إلى أبهى ذاتْ ،
نسائمُ فجرٍ تُداعِبُ فيكِ
جدائلَ شَعرٍ بَدَتْ خَصَلَاتْ ،
على الكتفين استراحت ليالٍ
وغَطَّت يلُفُّها عُمْقُ السُّباتْ ،
ونورُ الصّباح على الوجه بَادٍ
يزيدُ المُحَيَّا جميلَ الصِّفاتْ ،
دماء تَضِجُّ على الخدِّ سَكرَى
فتسقي الشِّفاهَ بماءِ الحَياة .

أَطِلِّي !
فمنك لكلّ عليل دواء
وليس لقلبي علاجٌ سِوَاكِ ،
أَطِلِّي وداوي الحيارى فأَنْتِ
دليلُ غَريبٍ وإِنْصَافُ شَاكِ ،
وأنتِ المحبَّةُ منها انفراجٌ
لقلبٍ أفاقَ زمانَ رَآكِ ،
فكوني العزاءَ لهذا الفؤاد
وعيشي بحُبٍّ نَمَا في هَوَاكِ ! ..

                       الشاعر علي سعيد بوزميطة
                                  ( تونس )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق