الأحد، 14 نوفمبر 2021

((   ذاكَ الطيف  ))

ذاكَ الطيف المتواري 
خلفَ براقعِ السحاب 
يدنو من أسورتي..يشدُّ مقلتي 
كأنه مهدٌ يفترشُ بارقات الحرير 
تشرئبُ الروح وتسلو لأيامٍ خباب 
أينَ مضجعي من هدهدِ سليمان 
يأتيني بخبرِ ذاكَ الطيف 
قبل أن يشهقَ الفؤاد لزمّارِ ريحه 
َلَئِن جاءني بقدودِ الهوى مستسلماً
لأنذُرنّنَ بنذورِ زكريا 
حتى جدراني تعانقُ الصمتَ
مالي إلا رائحة القهوة 
تطيبُ ذاكرتي وتهدمُ عشّ الخراب 
محجرُ الأوجاعِ موبوءٌ بأنقاضِ مدامعي 
تشدو الليالي لذاكَ الطيف 
أن يفجَّ ذراعيه ويمتطي لمدينتي 
طالما حدّثتُه وشممتُ منه عطرَ العناق 
أن يلجَ في بحرِي المفقود 
يُخرجُ الخبأ من صخورِ حرماني 
وتنتشي الأوراق بنضارةِ أشعاري 
أراه يدنو أكثر نحو شرفتي 
في يمناه قلائدُ الشوق المباح 
وفي يسراه مطحنةُ ناي 
لايشدو غيرَ حروفاً لأحزاني 
كادَ الفؤادُ يُصلبُ على أعمدةِ الخوف 
ترتعشُ فرائسه كأبواقِ الريح 
أ يسعفهُ الردى لتكبيرةِ الإحرام ؟
وتنسابُ الروح كفيء السقاء 
أم تُغتالُ في خنادقِ الجحيم  ؟
طرقَ ذاكَ الطيف نافذتي 
وضجّتْ أروقتي والديكُ صاح 
كانَ طيفٌ من خيالٍ ومضى 
وغابَ الهدهدُ خلفَ أسوار الشمس 
وظلتْ بلقيسُ تجترعُ عجافَ الأمنيات .
تخورُ النفسُ وتندلقُ ليَباسِها 
أين من نخلةِ مريم تُساقطُ رطباً ؟
في حضنِ الضياعِ ، فتنجلي السباع 
ويعودُ النذرُ ثانية أسيرَ الصمت  .

  بقلمي/ سناء شمه 
   العراق

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق