الأحد، 27 فبراير 2022

الإسراء و المعراج 
الكفر طم و الخلائق تفجر
و المصطفى يسعى هناك و ينظر
فلعلهم يهدون للحق المبين جميعهم
و بذاك ينجون من جحيم تسعر
لكنهم ما جاوبوه إلا أذى
بل حرضوا الصبية عليه تسخر 
كم صبوا جهلا من حماقة كفرهم 
فوق الصحابة حتى منه تنفر !
يا عمق رحمته حين قابل جهلهم
بعظيم صبر و أنى مثله يصبر؟
بل كان يرجو من عميق فؤاده
للقوم خيرا في الغيوب يقدر
فالحق قادر أن يمس ظهورهم
فتنبت الأصلاب من بهم الخليقة تفخر
يا لبهائه حين يعلو همومه
و من قلب همه رحمته تتفجر
إذ رغم موت داعميه كليهما
ثقته بنصر الله تعلو و تكبر 
و رغم حزنه من فراق لفهم 
لم يلتجئ يوما لغير ربه يجأر
و مع تمادي قومه في غيهم 
يلتجئ للحق القوي و يحذر
إن لم يكن بك غضب علي فهاتها 
فمع رضاك الهم كله يصغر 
و لتترك القوم سلمى حيث حق هلاكهم 
فالرحمة أولى و إن طغوا و تجبروا 
تفديك نفسي يا لرحمة قلبك
ترجو النجاة لمن يخس و يحقر
لذاك رقاك الإله و كرمك 
و أعد كونه للأمر كي يتحضر 
فالأرض تطوى كي يتم تنقلك 
من قلب مكة للقدس حيث تحبر 
مسرى النبي تنتظره بفرحة 
و الأقصى يزهو و الشذى يتناثر 
فهناك سوف ينصب على الأنبياء زعيمهم
و إمامهم و فخرهم إن يفخروا
من ثم يعرج للسماء على عجل
فهناك ملأ في انتظاره يسهر
و هناك تكرمة لن ينالها غيره
فمن سواه في عين الحقيقة ينظر
و بدون كيف فالكيف عنده قد فنى
و بدون أين فالأين عنده يحظر
فالحق كل لا يرام إحاطة
و رؤاه عجز فمن يرمه و يبصر؟
فالعين تبصر من يقيد في جهة
و من يحاصره المكان فيحصر
و الحق وحده عن كل ذاك منزه
لا كون يحصر أو زمان يأسر 
فالذات لا تدرك و الحجب لا تهتك 
و السر بحر جرمه لا يعبر 
لكنه و بلطفه رقى النبي ليدرك
من عمقه ما لم يحطه تصور 
و كأنما جهزه وفق مراده 
كي يملأه بهجة و وعيا يندر 
ثم أعاده للزمان محلقا
ليتم أمره بعزيمة لا تقهر 
و الأمر تم في زمان مخالف 
لم نعهده أو حتى عنه نخبر 
فالمصطفى قد عاد مكة سالما 
و كأنما سحب الشهيق و يزفر 
ما مر مر بلا زمان يحسبه 
حتى فراشه بكل دفئه يزخر 
قدرات رب من يرمها تفهما
يرجع فراغا في الدنا يتحير 
ذاك النبي و ربه قد أكرمه
صلوا عليه مدى الزمان و أكثروا

شعبان مصطفى.   مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الحب.. .................. مدينة محاطة بسياج  من وردات الياسمين رائحة ذكية تنشر شذاها  بعبق الرياحين  وجوه مبتسمة ليست بعابسة  وأيادي ت...