الأحد، 20 مارس 2022

دمـــوع الأحــــرار..
د.سليم أحمد حسن ـ الأردن
[ في 20 / 12 / 1991 ، كُـــتــبـت هذه القصيدة ،
في بغـــــداد ، واليــــوم ،وحين حاولت الكتابـــة
عن الأوضاع العربية،عـدتُ بالذاكـرة إلـى هــــذه
القصيدة، فلم أجد خيرا منها يعــبّـر عـن صــــدق
مشاعري .... ] كـلُّ مـا في الأمر، استبدلوا اسم
بلـد عربي ببغــــداد.. والحـبل عـلى الـجـرّار
صعبٌ جـدًا أن يبـكي رجلٌ حُـّر..لكنّ الأصعـبَ أن يقتله القهـر..
وهـــــــو ضــعــيـــف أعــــــزل .. لا يــمــــلكُ أيّ ســــــــلاح ،
لا يـــــدري مــاذا يــــفـعــــل.؟ لا يـســـمعـــه أحـدٌ إن صــاحْ ..!
يــــــــــــــــــا نــاس .. يا كـلّ العــرب بكل مكان ..
يـا أمـّة أحمـد .. يا عــالم.. يـا زمنـًا ضاعــت فيــــه النـــخوة ..!
يـا زمنـًـــــا ضاعـــــت فــيه القِـــيَـــــم الحـلوة ..!
وانقلبـت فـــيـه جــمــيــــــع موازيـــن الـدنــيا ..
وانعـــدَمـت فـــيـــــه الــرؤيـا .. وقــــلّ حـــيـــاءُ الــنـــــــاس..
يــا زمنــًا يـُنـذرُ بنهـايـــة هـذا الكـــون .! فالحـــــرُّ ضعيـــــف ..
ولئيــم النــاس وظالمهـم .. يتسـلـّم كرسيَ الحكم الدكتاتـــوريِّ..!
لهــــذا العـــــــــــالم .. يـأمـــرُ .. يــنـــهـى .. يـفعــلُ مــــا شـــــاء ..!
لا حـول ولا قــــــــوّة إلاّ بالله .. بغــــــداد الحـــــــرّة ُ.. جــائعــــة ٌ..
والحــرّة ُ لا تأكلُ بالِشرف وبالثــديْ ..وتصونُ كــرامـَتـَها أبـدًا..
نفــــديهــــــا بالــــروح . وبـــأغــــــلى مـا تـمــــلـك من أشــــيـــاء
تطلـبُ بغـــــدادُ حـليــبًـــا للأطـفـال .. !
وغــذاءً للأطفال .. ودواءً للأطفال ..
وتـُنـادي الأحــــرارَ بأمـّتها العــربــية ..
وتـُنــادي أحــــرارَ العــــالم ..
لكنّ الصـوت يضـــيعُ هبـاءْ ..
فالشرطيّ الأمريكيّ حــاكم هــذا العـالم ..
يـــأمــرُ .. يـنهـــى .. يـفعــــلُ مــا شـــــاء .. وســـتـصمدُ بـغـــــــــداد ..
لـــــن تــرضــــــى بــالــــذلِّ .. فـــبــغــــدادُ الحــــــــرّة ُ نــبـــــعُ إبـــــــاء .
آآآآآه  يـا بغــداد .. يظلـِمـُــك الأهـلُ ، وظــــلــمُ الأهــل شــديــد ..
وأنـا لا أمـلكُ يـــا بـــــــغـــــدادُ ..ســـوى نـــبـــض القلــــــــب ،
وروحــــي ودمـوعي .. ودمـــوعـــــي من أغــــلى الأشــيـاء ..

آآآآآآآه ٍ يـــــــا بغـــداد ..مــا أصعـبَ أن يبكي رجــلٌ حُــرّ..
لكــنّ الأصــعــــبَ أن يــقـــتـــله الــقـهــــر.
وأنــا لا أبكــي بغـــــداد .. بـل أبـكي أمّـتــــنــا العـــربية..
أبكي حالتنـا .. نخوتنـا .. وكـرامتنـا .. والإيمــان الضـائعَ .. والحـــرية ..
واقـــــول .. صــبرًا بـــغـــداد .. صـــبرًا غـــــزّة .. صــــبرًا صـنــعــاء
صـــبرًا ......... .......فالفـــرجُ قــريبٌ إن شـــــاءَ الله ..الفـــرجُ قـريـب ..

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق