مَنْ قَال أنِّي سَأرحَلْ
مَنْ قَال أنِّي سَأرحَلُ
تاركاً تلكَ العُيون
هَاهنُا كَنَّا نَلتقي عِند الغَدير
والكَونُ كُلُّهُ سُكُونْ
هَاهُنَا عِندَ المَساء
وحِينَ يَستديرُ قُرصُ الشَّمسِ
مُوقِناً بالمَغيبْ
وحِينَ يَتفتَّقُُ فِي عَينيكِ ضَوءُ القَمر
هَاهُنَا كُنَّا نُغنِّي للحَياة
للزُهُور
للبساتين والياسمين
وللعصافير
والمَطَرْ
هَاهُنَا كَانَ العِشْقُ فِي عَينيكِ يَستتر
أو يَستعِر
وكَان الحَياءُ والبَهَاءُ والخَچَل
هُنَا لم نَعرف الخَوفَ والوَجَل
هُنَا كَانَ الأمَل
هنا كَنَّا أنا وأنتِ والوُجُوُدُ والأَمَدْ
هُنا كَانَ الخُلُوُدُ
والأحلامُ تَحتوي
هُنَا ماكَنَّا نعرفُ الفِرَاقَ والأَلَم
هُنَا كانت الضِحْكَاتُ تَعتلي صهوةَ الأيامِ
والزمن
هُنَا لم نعرف الحَزَنْ
ولا فَكَّرْنَا في أحداثُ تجري أو جَرَتْ
هُنا كانت الأنهارُ بالأفراحِ تنتشي
هُنا تَوقَّفَ الزمانُ والمكان والأوانُ والقَدَرْ
هُنا كانت القلوبُ بالحَنانِ تمتلئ
هنا كُنتِ وأنا
ياسَوْسَنة
يامَلِيِكَةَ الإحسَاسِ والألمَاسُ في مَعْدَنِكْ
ياطِيِبَةَ الرُوُحِ يامَلَكْ
وقد كانَ الكَوْنُ كُلُّهُ لَكْ
محمد صادق
٢٠٢٢/٦/٩
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق