أُنْشودَةٌ الْحَيَاة . . .
وَيَسْكُن اللَّيْل وَكُلّ شىئ وَلَا
يَسْكُن هَدِير الِإشْتِيَاق بِالْفُؤَاد لَك وَكَأَنَّه
مِنْ قِبَلِ مَا كَانَ حَيًّا وَمَا عَلِمْتُ
مَهْرَب وَلَا مِنْهُ فِرَار . . .
تَمْلِك الْحُكْم وَفَوْق عَرْش الْقَلْب
تَقْبَع وتحتل الْوِجْدَان وَكُلّ الْأَرْكَان
وَكَيْف أَمْلِكُ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ الْأَسْر
مِن رُوحِى أَىّ قَرَار . . .
يَأْمَن جُعِلَتْ مِنْ هَمسِي وأشوَاقِي
لَك شِعْر وَدِيوَانٌ وَجَمَعْت الْيَاسَمِين
وَنُورُ الْقَمَرِ وطيفك وغَزَلتُ مِنْهُم
لَك أَجْمَل الْأَشْعَار . . .
وَحِينَمَا سَكَبْت بِخَافِقي حُبُّك
وعِطرُكِ تَسابَقَت النُّجُوم وَالسَّحَاب
يَعْزف لَحْنٌ الْحَيَاة وَالْبَهْجَة
وزخات نَرْجِس بِالْأَمْطَار . . .
وطَرِبتُ لنبض قَلْبِي حِين
سَمِعْت لَحْنٌ الْخُلُود وأنشودة الْحَيَاة
تَنْبَعِث بنَبضِهِ ورقصت عَلَى
أنغَامُهُ أَجْمَل الْأَقْدَار . . .
تَأْبَى حروفي وَحَتَّى هَمسَاتِي
إلَّا أَنْ تَكُونَ لَكَ فترتقى وتعلو فَوْق
هَامَاَٰت الْبَشَر والقِمَمُ وتُضئ لَك
الطَّرِيق سَاطِعَةٌ بِالْأَنْوَار . . .
وَعِنْد سَفْح السُّطُور الْتَقَت
الْقُلُوب فَهُنَا نَلتَقى وتتَعَانَق أَرَقّ
الْمُعَانَى فتَلتَقى الْأَرْوَاح فَلَيْس
هُنَاك مَانِعٌ أَوْ كَلٌ وَأَسْفَار . . .
وَبُوحٌ الْفُؤَاد لَا يَسْتَكِين
وَلَا يَهْدَأ فَأَشْعَر خُطواتِكِ فَوْق
كَلِمَتَي وعُيونَِكِ تضئ الْحَرْف
كَمَا نُجُوم اللَّيْل والأقمَار . . .
بَيْن رُوحِي وروحك وِصَال وَلُغَة
مَا كَانَتْ مِنْ قِبَلِ لِبَشَر وَمَا عَرَفَهَا قَطّ
إنْسَانٌ وَالصَّمْت أَبْلَغُ مِنْ كُلِّ حَدِيثٍ
وَفِيه تَكْمُن كُلّ الْأَسْرَار . . .
لَسْت أَدْرَى كَيْف عَرَفْتُك
وَكَيْف وَمَتَى كَانَ عِشقُكِ رُبَّمَا كَانَ
مِنْ قِبَلِ المِيلاَدِ أَوْ وَلَدِ مَعِي أُمُّ سَاقَه
الزَّمَان فَأَرَادَ بِهِ الِاعْتِذَارُ . . .
وساقني الْقَلْبِ إلَى أتُّون
ذَاك الْعِشْق وَالوَلَه وَكَأَنَّه دَوائِي
وَسَقَانِي بَهْجَتِه وَلَذَّتُه وكأسه
وَرَفَع عَنْهَا الْأَسْتَار . . .
فَهَلُمّ إعزِفِ لَحْنٌ الْحَبّ وَالْحَيَاة
وأُبحِر فِى غيابات الْعِشْق وَارْفَع
المِرْسَاة وَأَطْلَق الشِّرَاع وَأعزِف
عَلَى كُلِّ الْأَوْتَار . . .
(فارس القلم)
بقلمي / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق