الأحد، 27 نوفمبر 2022

أُنْشودَةٌ الْحَيَاة . . . 
 
وَيَسْكُن اللَّيْل وَكُلّ شىئ وَلَا 
يَسْكُن هَدِير الِإشْتِيَاق بِالْفُؤَاد لَك وَكَأَنَّه 
مِنْ قِبَلِ مَا كَانَ حَيًّا وَمَا عَلِمْتُ 
مَهْرَب وَلَا مِنْهُ فِرَار . . . 

تَمْلِك الْحُكْم وَفَوْق عَرْش الْقَلْب 
تَقْبَع وتحتل الْوِجْدَان وَكُلّ الْأَرْكَان 
وَكَيْف أَمْلِكُ مِنْ بَعْدِ ذَاكَ الْأَسْر 
مِن رُوحِى أَىّ قَرَار . . . 

يَأْمَن جُعِلَتْ مِنْ هَمسِي وأشوَاقِي 
لَك شِعْر وَدِيوَانٌ وَجَمَعْت الْيَاسَمِين 
وَنُورُ الْقَمَرِ وطيفك وغَزَلتُ مِنْهُم 
لَك أَجْمَل الْأَشْعَار . . . 

وَحِينَمَا سَكَبْت بِخَافِقي حُبُّك 
وعِطرُكِ تَسابَقَت النُّجُوم وَالسَّحَاب 
يَعْزف لَحْنٌ الْحَيَاة وَالْبَهْجَة 
وزخات نَرْجِس بِالْأَمْطَار . . . 

وطَرِبتُ لنبض قَلْبِي حِين 
سَمِعْت لَحْنٌ الْخُلُود وأنشودة الْحَيَاة 
تَنْبَعِث بنَبضِهِ ورقصت عَلَى 
أنغَامُهُ أَجْمَل الْأَقْدَار . . . 

تَأْبَى حروفي وَحَتَّى هَمسَاتِي 
إلَّا أَنْ تَكُونَ لَكَ فترتقى وتعلو فَوْق 
هَامَاَٰت الْبَشَر والقِمَمُ وتُضئ لَك 
الطَّرِيق سَاطِعَةٌ بِالْأَنْوَار . . . 

وَعِنْد سَفْح السُّطُور الْتَقَت 
الْقُلُوب فَهُنَا نَلتَقى وتتَعَانَق أَرَقّ 
الْمُعَانَى فتَلتَقى الْأَرْوَاح فَلَيْس 
هُنَاك مَانِعٌ أَوْ كَلٌ وَأَسْفَار . . . 

وَبُوحٌ الْفُؤَاد لَا يَسْتَكِين 
وَلَا يَهْدَأ فَأَشْعَر خُطواتِكِ فَوْق 
كَلِمَتَي وعُيونَِكِ تضئ الْحَرْف 
كَمَا نُجُوم اللَّيْل والأقمَار . . . 

بَيْن رُوحِي وروحك وِصَال وَلُغَة 
مَا كَانَتْ مِنْ قِبَلِ لِبَشَر وَمَا عَرَفَهَا قَطّ 
إنْسَانٌ وَالصَّمْت أَبْلَغُ مِنْ كُلِّ حَدِيثٍ 
وَفِيه تَكْمُن كُلّ الْأَسْرَار . . . 

لَسْت أَدْرَى كَيْف عَرَفْتُك 
وَكَيْف وَمَتَى كَانَ عِشقُكِ رُبَّمَا كَانَ 
مِنْ قِبَلِ المِيلاَدِ أَوْ وَلَدِ مَعِي أُمُّ سَاقَه 
الزَّمَان فَأَرَادَ بِهِ الِاعْتِذَارُ . . . 

وساقني الْقَلْبِ إلَى أتُّون 
ذَاك الْعِشْق وَالوَلَه وَكَأَنَّه دَوائِي 
وَسَقَانِي بَهْجَتِه وَلَذَّتُه وكأسه 
وَرَفَع عَنْهَا الْأَسْتَار . . . 

فَهَلُمّ إعزِفِ لَحْنٌ الْحَبّ وَالْحَيَاة 
وأُبحِر فِى غيابات الْعِشْق وَارْفَع 
المِرْسَاة وَأَطْلَق الشِّرَاع وَأعزِف 
عَلَى كُلِّ الْأَوْتَار . . . 
 
(فارس القلم) 
بقلمي / رَمَضَان الشَّافِعِىّ .

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق