الأربعاء، 14 ديسمبر 2022

ليت شعري (1)

ليتّ شعري هلْ تبقى منْطِقُ
بعدَ أنْ خانَ الهوى مَنْ أعشقُ
أيُّ صدْقٍ ظلَّ في الدنيا لنا
أيُّ عدْلٍ بيننا أو حولَنا
في فضاءِ الوجدِ دومًا هائمُ
في بحارِ الشوقِ ظُلمًا عائمُ
إنَّني المظلومُ في دنيا الهوى
إنَّني المكلومُ في ليلِ الجوى
هلْ ليَ الحقُ بأنْ أشكو الحبيبْ
بعدَ أنْ أصبحتُ في الدنيا غريبْ
كيف أسعى لانسجامٍ من جديدْ
وعذابُ الصبِّ في الدنيا شديدْ
في ليالٍ دونَ نجمٍ أو قمرْ
عشتُ دهرًا تحتَ أمواجِ الضَجرْ
في متاهاتِ الصحارى والسرابْ
سِرْتُ قسرًا بين أنيابِ العذابْ
خبِّروني إنْ عرفْتُمْ ما الغرامْ
أحقيقيٌّ هَوانا أمْ كلامْ؟
أمْ تُرى العشقُ خداعٌ لا يُنالْ
كيْ نعيشَ الوهمَ في دنيا الخيالْ؟
كيفَ لي بعدَ جفاءٍ لا يُطاقْ؟
كيفَ لي بعد شقاءٍ واحْتراقْ؟
كيفَ لي بعدَ حنينٍ جارفِ؟
كيفَ لي بعدَ أنينٍ عاصفِ؟
كيفَ لي ألّا أجافي ظلْمَهُ؟
كيفَ لي ألّا أعادي حكْمًهُ؟
د. أسامه مصاروه

ليتَ شِعري (2)

ليتَ شعري كيفَ أذعنْتَ فؤادي
لِغزالٍ دونَ سيفٍ أو زنادِ
لمْ أسِرْ من قبلُ إلّا لجهادِ
لا لِحُبٍّ شفّني دونَ اجْتهادِ
يا فؤادي كنتَ حُرًا بل تنادي
بثباتِ المرءِ في وجهِ الأعادي
كيفَ أمسيتَ سريعَ الانقيادِ 
لِغزالٍ لا لِأبطالٍ شِدادِ
يا فؤادي كنتَ عنوانَ البلادِ
كنتَ نسرًا شامخًا فوقَ النجادِ
كم تجوّلتَ بلا خِلٍ وهادي
في مروجٍ وهضابٍ ووِهادِ
لِمَ أذْعنتَ وأهملتَ مُرادي
ولِمَ اخْترتَ عقوقي وعنادي
هل ظننتَ الحبَّ يخلو من بعادِ
أو جفاءٍ أو عذابٍ أو سُهادِ
يا فؤادي رُبَّ حُسْنٍ كالجمادِ
لا يعي معنىً لِعشقٍ أو ودادِ
فانظُرِ الآنَ وقلْ لي بِرشادِ
كيفَ ترضى بخضوعٍ بازديادِ
لِمَ لمْ تسمعْ ملامي وانْتِقادي
بعدَ أن كنتَ مناري واعتِدادي
د. أسامه مصاروه

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الحب.. .................. مدينة محاطة بسياج  من وردات الياسمين رائحة ذكية تنشر شذاها  بعبق الرياحين  وجوه مبتسمة ليست بعابسة  وأيادي ت...