الأحد، 8 يناير 2023

................ عِشْقٌ بِعَيْنِ الْوَرْدِ في بَلَدِي ..................
... الشَّاعر الأَديب ...
....... محمد عبد القادر زعرورة ...

مِثلَما تُشرِقُ الشَّمسُ في بَلدي
علىَ كُلِّ الدُّروبِ
مِثلَما تَقطِفُ الحسناءُ زَهرَتَها
مِنَ الحَقلِ الخَصيبِ
مِثلَما تُبدي الرَّفيقاتُ لِعاشِقَةٍ
إِعجابَهُنَّ بِمَعشوقٍ قَريبِ
مِثلما تُشيرُ عاشِقَةٌ لِمَعشوقٍ
بِعَيْنَها هذا حَبيبِي
إِنَّ حُبَّكَ في فًؤادي يا حَبيبي
لا يَغِيبُ
...
مِثلما تَنمو الزَّنابِقُ مُزْهِرَةً
علىَ الشَّطَّينِ لِلنَّهرِ العَجِيبِ
مِثلَما الأَزهارُ تَنشُرُ عِطرَها الفَوَّاحَ
في السَّهلِ القَشِيبِ
مِثلَما تَزهُوا فَراشاتُ الرَّبيعِ
بِأَلوانٍ تُزَيِّنُهَا قَبلَ الغُروبِ
مثلَما تَرقُصُ أَفواجٌ مِنَ النَّحلِ
فَوقَ أَزهارٍ مِنَ الوَردِ المَهيبِ
إِنَّ عُمري لكَ دَوماً 
دُونَ إِجراءِ حِسابِ
...
مِثلَما تَفتَحُ أَزهارُ القُرُنفُلِ ثَغْرَها لِلمُحِبِّينَ بِشَوقٍ
هاكُمُ عِطري وطِيبي
مِثلَما النَّرجِسُ يَشتاقُ إِلىَ ماءٍ مِنَ العَينِ
لِيَشْرَبَ مِنْ قَريبِ
مِثلَما الدُّفْلَةُ تُساكِنُ ماءَها لا تُغادِرُهُ 
وَتَشرَبُ مِنْ حَبيبِ
مِثْلَما الجُوري يُفَتِّحُ وَردُهُ عِندَ الصَّباحِ
بَاسِمُ الثَّغْرِ رَطيبِ
هَكذا أُهديكَ ثَغْري 
فَقَبِّلْهُ حَبيبي
...
مِثلَما زَهرُ الخُزامىَ يَنشُرُ العِطرَ يَفوحُ
يَملأُ السَّهلَ الجَنوبي 
مِثلما تَسْعَىَ إِليهِ كُلّ حَسنَاءٍ
لِتَنشُقَ عِطرَهُ قَبلَ المَغيبِ
وَتَجمَعُ منهُ أَزهاراً تُجَفِّفُها بِإِتقانٍ
لِيَهْديها الحَبيبُ إِلىَ الحَبيبِ
وَيُغرَمُ كُلُّ مَعشوقٍ بِأَزهارٍ مُعَطَّرَةٍ 
تَنَاوَلَها بِأَيْدٍ مِنْ لَهِيبِ
هَكذا حُبُّكَ في قَلبي 
كَبُرْكَانٍ رَهِيبِ
...
مِثلَما يَنبِتُ الرُّمَّانُ في الصَّدْرِ الأَنِيقِ
وَيَسقيني مِنَ الشَّهدِ حَبيبي
مِثلَما يُعصَرُ في كَأْسٍ مِنَ الخَزَفِ المًلَوَّنِ
وَيَشرَبُ منهُ عُشَّاقُ الطُّيوبِ
مِثلَما الحَسنَاءُ تَحْمِلُ في طَريقِ العَيْنِ
إِبْريقاً زُجَاجِيَّاً مَليئَاً بِالحَليبِ
تَسْقي مِنهُ كُلَّ مُشتَاقٍ لِبَسمَتِها
إِذا اِبتَسَمَتْ بِبَسمَتِها لَهِيبي
كَلَّ مَا تَسقِيني 
مِنْ شَهدِكِ طَبِيبي
...
مِثلَما يَجْمَعُ مَاءُ العَيْنِ أجْسَادَ الصَّبَايَا
في الصَّيفِ الَّلَهِيبِ
يَضْحَكُ الرُّمَانُ تَحْتَ الثَّوبِ 
وَيُفصِحُ عَنْ كًوزٍ لَهُ شَكْلٌ مُذِيبي
وَيَبدو مِثلَ بَدْرٍ شَقَّ غَيْمَهُ
عَنْ صَدرٍ مِنَ المَرٌمْرِ بِطِيبِ
مِثلُ حَبَّاتٍ مِنَ الُّلُؤْلُؤِ رُصِفْنَ
في مِيَاهِ العَيْنِ في عُقْدٍ عَجيبِ
رُؤْيَةُ الحَسنَاءِ في مِياهِ العَيْنِ سَابِحَةً
يُطَيِّرُ لِي صَوابِي
...

كُلُّ حَسناءٍ تُزَيِّنُ العُقدَ مُضفِيَةٌ عليهِ رَونَقَها
بِشَلَّالٍ مِنَ الحُسنِ الغَريبِ
مِثلَما تَنْضَحُ حَبَّاتٌ مِنَ التِّينِ 
بِشَهدٍ علىَ الغُصنِ الرَّطيبِ
ثُمَّ تُقْطَفُ مُشتَهاةٌ تَنَاوَلَها مُحِبٌّ
عَاشِقٌ لِلطَّعْمِ مِنْ عُمرِ الشَّبابِ
هَكَذا الحَسناءُ تُعْشَقُ وَتُعَشْعِشُ
في قُلوبِ العاشِقينَ بِلا حِسابِ
وَيُحلِّقُ كُلُّ مَنْ يَهواها طَيْراً
ما فَوقَ السَّحابِ
كُلُّ وَردٍ قُرْبَ عَيْنِ الوَردِ 
سَقَاني رَحِيقَهُ صَارَ حَبيبي
...
كُلُّ حَسْنَاءٍ سَقَتْني شُرْبَةً مِنْ كُوزِها
كانَ يُمكِنُ أَنْ تَكونَ مِنْ نَصِيبي
كُلُّ فاتِنَةٍ هَوَتني 
سَقَتْني بِاشتِياقٍ بَينَ أَزهارِ الزَّنابِقِ عِندَ عَينِ الوَردِ 
أَضْحَتْ عِلَّتي وَهي طَبيبي
عِنْدَما أَشرَبُ مِنْ يَدِها شَرابَاً طَيِّبَ المَنْهَلِ
غَنَّىَ عَنْدَليبي
...
كُنتُ أَهْوَىَ غَادَةً كَفَراشَةٍ تَعشَقُنِي وَتَذُوبُ فِيَّ
بَينَ أَزهارِ البَنَفْسَجِ تُقَبِّلُني صَبَاحَاً 
وَفي المَساءِ بَينَ أَزهارِ الزَّنابِقِ عِندَ عَيْنِ الوَردِ
كَانتْ تُقَبِّلُنِي وَطَعمُ قُبْلَتِها زَبِيبي
كَانت تُقَبِّلُني بِشَوقٍ 
وَكُنتُ أَذُوبُ كَما يَذُوبُ الشَّهدُ في الحَلِيبِ
...
كُنْتُ أَلقاها صَبَاحَاً عِندَ عَينِ الوَردِ
وَتَلتَقي أَشواقُنا 
وَيَحضُنُنَا الهَوَىَ والوَردُ قُربَ المَاءِ 
يَتَحَضَّرُ المَاءُ لِيَرشُقَنا
خَوفَ الإِشتِعالِ مِن نارِ الهَوَىَ
تُعَانِقُني وَيَشتَدُّ العِناقُ فَتُلصِقَني بِها فَألتَصِقُ 
وَأُصْبِحُ قِطْعَةً مِنها كَأَنَّا سَطْرٌ في كِتابِ 
...
وَنَقْفِزُ مَثْلَ عُصفورَين مُبْتَهِجَينِ 
والوَردُ يَنْظُرُنا يَباركُنا وَيُنْشِدُنا يُغَنِّينا يُعطِّرُنا
والماءُ يَرْشُقُنَا يُعَمِّدُنا يُبارِكُنا 
وَتَسْقيني مِنَ الشَّهدِ العُجَابِ 
وَتَهْمِسُ لي عُمري حَياتي حبيبي 
عَنْ عَيني لا تَغيب 
وَتَأْتي شَوكَةُ البَلَّانِ 
لِتَفْصِلَ بَينَنا فَتُوخِزُنا وَتُدْمِينا  وتَفصَلُ بِيْنَنا
تَفَرَّقْنا تَبَاعَدْنا وَهُجِّرْنا
وَما زِلنا نَعيشُ في العَذَابِ 
....................................
كُتِبَتْ في / ١٩ / ١٠ / ٢٠١٥ /
... الشاعر الأديب ...
....... محمد عبد القادر زعرورة ...
الصَّدرُ : حَيٌّ مِنْ أحياءِ بَلدَتي الجميلة ( صَفُّوريَةُ )

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الحب.. .................. مدينة محاطة بسياج  من وردات الياسمين رائحة ذكية تنشر شذاها  بعبق الرياحين  وجوه مبتسمة ليست بعابسة  وأيادي ت...