الأحد، 30 أبريل 2023

اندماج ‏الزهر ‏و ‏الصخر ‏/ ‏الشاعر ‏أحمد ‏انعنيعة ‏

اندماج الزهر والصخر         

في البداية ، كان أنفي يمشي على الأرض ونظري يمسح الأرصفة لتجنب مساحات الآخرين .. وأنا أشعر بالخجل من بشرتي ، من جسدي ، من ظلي ومن كل نفسي كأني إنسانا آليا تحنطت في ركامه كل حياتي
أو أشبه كرة على وشك الإنفجار وهي تنجرف في فوضى أصوات المتفرجين عليها .. 
وفي خضم هزائمي ، كنت بين الفينة والأخرى أعيد تقلباتي وأنا أبحث في حروفي التي كانت تعبث بي في مفترق الطرق .. كنت أبحث عن كلمات انكساري
لأكتب على شجيراتها أحسن أسماء زوارقي .. كنت أفتح أبواب النجاة والأسى يمزقني .. وبالرغم من أن هذا الأسى كان ينتهكني ، كنت أنغمس في هذا الإيقاع .. لكنني كنت أحمل بعيداً موجات تسامحي لترقص في المكان من حولي وهمسات لطف موسيقى الهيت تزهر في سمائي .. ففي واقع الأمر ، كنت أحرج عرض الراقصين بأصوات مياه دموعي وأنا في شوارعي أسير على حافة الهاوية .. كانت الحياة تعرضني للضرب المبرح وهي تكشف عن رماد كلماتي وتمسح الأسود من آثار صباحاتي .. 
حقا ، كم كنت أتضايق من هذا الأمر .. لكن الإيماءات القوية التي كانت توقف رياحي ، جعلتني أغير شخصيتي كثيرا للتعامل مع آخرين لا ينتقدون خيبة أمالي بأسماء  قاذفات اللهب ..  كم كنا نحب بعضنا البعض في أوقات الحرب .. كنا نعيش على حزام الكتف والبطن .. وكلانا يحب الصوان ولمع البرق والنسغ إذا تدفق من عبق جذعي الوهن أثناء اللعب .. كانت بتلاتنا عطرة لكن طعمها كان مؤلما .. ومع ذلك ، كنا ندع الريح أحيانا تهب بعيدا بالقليل من الجنون ونتقي شرور العاصفة التي لم يعد لها أي مظهر يوتوبي كمصدر للعذاب .. ونسامح بعضنا البعض لنبرأ من شرور النفوس القذرة ،وفي الغذ، نعود من جديد في انسجام تام ..

انعنيعة أحمد

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق