الأحد، 18 يونيو 2023

لو ‏كانت ‏غيرك ‏قيثارة ‏/ ‏بقلم ‏الشاعر ‏د.محفوظ ‏فرج ‏المدلل ‏

لو كانت غيرك قيثارة
————————

لو كانتْ غيرُكِ قيثارة
لَنَسيتُ جميعَ الكلماتِ المعسولةِ 
من شفتيكِ
وما قَبَّلتُ مخارجَ أحرفِها
 حين رَوَتيها لي
وتَرَوّى منها ظمأي للشعرِ 
المجنون

وَلَقُلْتُ لقلبي : اتركْ ما تَنْدُبُهُ 
ليلاً ونهاراً : 

الواجهةَ السحريةَ 
في المدرسةِ الأولى 
ساعةَ تنظرُ من فُرْجَةِ
بابِ السور

نقلاتُ خطى فاتنة 
 تختطفُ القلبَ 
ولن  تتكررَ  ذاهبةً نحوَ المعهد

 مجرى النسماتِ القادمةِ
من دربِِ ( مچيچة )
وهيَ تداعبُ أصداغَ الحطّاباتِ

لو كانتْ غيرَكِ 
ما اشتقتُ لأحبابي المرهونينَ 
بشَحّات 
وَبَلَّغُتُ  :  جميعَ الحسناواتِ ببرقة أنّي
لن أنسى أبداً قيثارةَ
حين تعانَقنا في عينينا
وعلى أصواتٍ عصافيرِ السنبلِ 
في الوسطيةِ وهي  تُخَشْخِشُ
فَتَّحَ نوّارُ  اللوز  قُبَيْلَ 
براعمِ أوراقِ الأغصانِ 
قُلْنا :
سبحانَ الخالقِ ...
مازالَ يُغَطّي البَرَدُ  الأكماتِ
وبقينا منحدرينَ 
إلى ما شاء الله
لسوسة

لو كانتْ غيركِ 
ما عادَ صبايَ وقلتُ 
لقلبي : واصلْ  نبضَكَ في عشقِ
السامقةِ البرحيةِ بنتِ البصرة
ذُبْ في بسمتِها
ومُحَيّاها 
في سحنَتِهِ الحنطيّة
تحضنُهُ  هالةُ  أنفاسٍ 
حينَ استنشقتَ شذاها
أصبحت ( مُرَقَّشُ )
يرقبُ في  وحدتِهِ
مسرى لخيالِ ( سليمى )

د. محفوظ فرج
  

اللوحة التشكيلية للفنان الكبير الاستاذ ستار كاووش

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق