## أينَ الشّعراءُ ؟ ##
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
هـلْ غـادرَ الشّعـراءُ مـنْ متـردّمِ
أمْ هلْ عرفتَ الدّارَ بعدُ توهّـمِ ؟
بهذا السّؤالِ العريضِ ، استهلَّ الشّاعرُ الجاهليُّ عنترةُ بنُ شدّادٍ العبسيُّ معلّقتهُ المدوّيّةَ الشّهيرةَ ، مسجّلاً بها ملحمةً منْ أروعِ ملاحمِ البطولاتِ و الأمجادِ في تاريخِ البشريّةِ على الإطلاقِ ،و أصبحَ يضربُ بهِ المثلُ في الشّجاعةِ و الكرامةِ و الإباء . و ما زالَ هذا السّؤالُ يحضرني كلّما خلوتُ إلى نفسي سارحاً بذهني أتأمّلُ واقعَ القصيدةِ العربيّةِ و ما آلَ إليهِ حالها منْ شحٍّ في الإنتاجِ ، و تدنٍّ في المستوى الفنِّيِّ شكلاً و مضموناً بعدَ التّمرّدِ على بنيتها الهيكليّةِ ، و أوزانها الإيقاعيّةِ ، بلْ تجاوزَ الأمرُ إلى حدودِ الإجهازِ على اللّغةِ نفسها مبنىً و معنىً ، بحجّةِ أنّ هذهِ القيودَ تشكّلُ لديهم عائقاً في التّعبيرِ عنْ مشاعرهم و تمريرِ الخطابِ إلى المتلقّي بأبسطِ الطّرقِ ، و بذلكَ ،استحالتِ القصيدةُ العربيّةُ إلى مجرّدِ شبكةٍ للكلماتِ المتقاطعةِ ، تتوزعُ فيها حروفُ الكلمةِ الواحدةِ على امتدادِ الأسطرِ الشّعريّةِ معَ ملءِ الفراغاتِ بنقطِ الحذفِ و علاماتِ التّرقيمِ بشكلٍ عشوائيٍّ . فالشّاعرُ الواحدُ منْ هؤلاءِ - إذا كتب - لا يتجاوزُ حدودَ البيتِ الواحدِ اليتيمِ ، أو ( النّتفةَ ) من بيتينِ في أحسنِ الأحوالِ قدْ لا يستقيمُ فيهما المعنى و الإيقاع، ثمّ لا يتردّدُ في أنْ يذيّلهما بتوقيعهِ بصفةِ (شاعر ) فأينَ الشّعراءُ منْ هؤلاءِ ؟ ، إلا إذا كانوا منَ الطّبقةِ الرّابعةِ كما جاءَ في تصنيفهم منْ طرفِ أحدِ النّقّادِ قديماً حيثُ قالَ :
شعــــــراءُ الزّمــــــانِ أربعــــــهْ
واحـدٌ يجـري و لا يُجِـرى معــهْ
و ثـانٍ ينشــدُ وســطَ المعمعـــهْ
و تالــــثٌ لا بـــأسَ أنْ تسمعــــهْ
و رابـعٌ لا تستحيـي أنْ تصفعـــهْ
٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪٪
مقالة أدبيّة بقلم : علي الفلّوس / طنجة - المغرب.
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق