الثلاثاء، 2 فبراير 2021

موعدي الأول تكتبها ربيعة محمد مارس

موعدي الأوّل

قبل أن آتي إليك
خلعت عنّي ضعفي
تركته في البيت
معلّقا على مشجب الانتظار ..
دفنت دمعي
في قبر أسود من الكحل
لا شيء أقسى على الخدّ
من سقوط دمعة عذراء نقيّة ..
حارّة كالنّصل ..

نثرت الزّهر في وجهي
كي أبدو بخير .
لا يهمّ إن بكى القلب صمتا ..
أو شكا لوعة المطل
هكذا أنا
ربيع ترنو إلى الشّمس وروده ..
و في هدأة الأسحار
يكسوها النّدى طيّب الهطل
ارتديت ابتساماتي
وراجعت أحرفي ..
رتّبت جملي ومفرداتي ..
لوّنتها بأشعّة الشّمس ..
وضياء القمر ..
ونور النّجمات ..
ودون أن أشعر
امتدّت يدي إلى ثوب أسود
لا نور فيه ..
لا ربيع يراود غافيَ الزّهرات ..
وسرت إليك
أعدّ الدّقائق والثّواني ..
أعدّ اللحظات ..
وعندما التقينا
عرفت كيف تنشطر الذّات ..
رأيت نفسي تجلس أمامي ..
رأيت دموعي المخبأة ..
راقبتها بصمت تغتال موعدي
فينزف الصّمت لوعة
لا لغة تحتويها ..
ولا كلمات ..
رأيت قلبي يتركني
يجلس أمامي مدّعيا الثّبات ..
يجمّل بالصّبر لوعته ..
يعاند دمعه بالبسمات ..
ما بين مدّ الصّبر وجزره
مضت الدّقائق والسّاعات
لم أحفل بهالة السيطرة
لم تغرّني ضجة الكلمات ...
كنت أقرأ ما في الفؤاد ..
كنت أنصت إلى النّبضات
موعدي كان مع قلب
أنهكه الزّيف
وصدّعه طول الشّتات
------------------------------
ربيعة محمد مارس/ تونس

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الحب.. .................. مدينة محاطة بسياج  من وردات الياسمين رائحة ذكية تنشر شذاها  بعبق الرياحين  وجوه مبتسمة ليست بعابسة  وأيادي ت...