السبت، 11 يونيو 2022

(( جَعَلتَني أندَمْ ))
             *****
جَعَلتَني أندَمُ أنّي اختَرتُكَ
أمَا تدرِي ، أنَّ الحُبَّ أقدَارْ ؟

كفَاكَ فَقد ظهَرَ جَلِيًا ، أثَـرُ
نَدَمِي ، أنِّي أسَأتُ الاختِيارْ

أأندمُ أنِّي كُنتُ ، كِتابًا مفتُوحًا
و أنِّي اتَّخذتُكَ بِئرَ أسرَارْ ؟

رَضِيتُ بكَ نصِيبًـا ، لو أنَّ الكُلَّ
نُجُومٌ ، فأنتَ زِينَةُ الأقمارْ

فكَمْ رأينا وَجهَ القمرِ ، حُبُّهُ لكِ
يا سَمْرَاءُ ، جَارِفٌ كالإعصَارْ !!

قلبي رَهِيفٌ ، فلا تُوقِظْ دَمُوعِي 
مِن رُقادِِ ، فَتفِيضُ كالأنهَارْ

نظَرات عُزَّالِي سِهَامٌ ، أتَلَقَّاها  
عَنكَ ، جُنِنتُ بِكَ ، علَيكَ أغَارْ

كُنتَ نَجمِي و دَلِيلِي ، بصَحرَاءِ
 الوَجدِ ، فَلا أتُوهُ ولا أحتَـارْ؟

تَوَسَّمتُكَ للرُّوحِ حَيَاةً ، فإذَا 
هَجرُكَ ، مَزَّقَ النـِّيَاطَ والأوتـارْ

كُنتَ للقلبِ الوَلهانِ أمَانًا ،
كُنتَ فَخرِي ، مَصدَرُ الإبهارْ

ما بَرِحَ السُّهدُ ينزَاحُ ، حتّى
ورِثتُ نارًا ، بالجُفُونِ تِذكَارْ

كمْ تَحمَّلتُ ، إهمَالًا جَعلَني
كَشَجَرَةٍ جَردَاءٍ ، بِلا ثِمَارْ

سَلَّمتَنِي لليَأسِ فَرِيسَةً ، و
دَوامُ القَهرِ ، نِهايَتهُ  انتِحَارْ

لَيتَ الرُّجُوعَ يُجدِي ، فاذكُرنِي
وَفِيَّـةً ، كلَّمَا أتَيتَ ، قَبرِي مَزَارْ 
                 *********
د. صلاح شوقي.........مصر

ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق

مدينة الحب.. .................. مدينة محاطة بسياج  من وردات الياسمين رائحة ذكية تنشر شذاها  بعبق الرياحين  وجوه مبتسمة ليست بعابسة  وأيادي ت...