(( جَعَلتَني أندَمْ ))
*****
جَعَلتَني أندَمُ أنّي اختَرتُكَ
أمَا تدرِي ، أنَّ الحُبَّ أقدَارْ ؟
كفَاكَ فَقد ظهَرَ جَلِيًا ، أثَـرُ
نَدَمِي ، أنِّي أسَأتُ الاختِيارْ
أأندمُ أنِّي كُنتُ ، كِتابًا مفتُوحًا
و أنِّي اتَّخذتُكَ بِئرَ أسرَارْ ؟
رَضِيتُ بكَ نصِيبًـا ، لو أنَّ الكُلَّ
نُجُومٌ ، فأنتَ زِينَةُ الأقمارْ
فكَمْ رأينا وَجهَ القمرِ ، حُبُّهُ لكِ
يا سَمْرَاءُ ، جَارِفٌ كالإعصَارْ !!
قلبي رَهِيفٌ ، فلا تُوقِظْ دَمُوعِي
مِن رُقادِِ ، فَتفِيضُ كالأنهَارْ
نظَرات عُزَّالِي سِهَامٌ ، أتَلَقَّاها
عَنكَ ، جُنِنتُ بِكَ ، علَيكَ أغَارْ
كُنتَ نَجمِي و دَلِيلِي ، بصَحرَاءِ
الوَجدِ ، فَلا أتُوهُ ولا أحتَـارْ؟
تَوَسَّمتُكَ للرُّوحِ حَيَاةً ، فإذَا
هَجرُكَ ، مَزَّقَ النـِّيَاطَ والأوتـارْ
كُنتَ للقلبِ الوَلهانِ أمَانًا ،
كُنتَ فَخرِي ، مَصدَرُ الإبهارْ
ما بَرِحَ السُّهدُ ينزَاحُ ، حتّى
ورِثتُ نارًا ، بالجُفُونِ تِذكَارْ
كمْ تَحمَّلتُ ، إهمَالًا جَعلَني
كَشَجَرَةٍ جَردَاءٍ ، بِلا ثِمَارْ
سَلَّمتَنِي لليَأسِ فَرِيسَةً ، و
دَوامُ القَهرِ ، نِهايَتهُ انتِحَارْ
لَيتَ الرُّجُوعَ يُجدِي ، فاذكُرنِي
وَفِيَّـةً ، كلَّمَا أتَيتَ ، قَبرِي مَزَارْ
*********
د. صلاح شوقي.........مصر
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق