أين أنا.. ؟
*أصعب مافى حياه أى إنسان أن تكون حياته كلها لغيره كأنه خلق خصيصا له.. طبيعه الإنسان لاتتحمل ذلك مهما كانت منزله الغير عنده فأنه بذلك سوف يفقد الإحساس بقيمته وينعدم عنده الإحساس بالحياه فتصبح حياته كالآله التى تتحرك فى صمت بلا أى حس أو شعور..!
هكذا عشت حياتى منذ الصغر فنسيت نفسى تماما.. وكلما أشرقت شمس الصباح تلقيت التوجيهات أن أفعل كذا وكذا فأضطر للانتقال هنا وهناك لمراجعة الجهات الحكوميه وغيرها لإنهاء كافه الأمور الخاصه بوالدى ووالدتى ليس هذا فحسب حتى أشقائى العاملين بالخارج.
فاذا فرغت أعود للبيت جثه هامده.. وتؤلمنى قدماى.. وأشعر بصداع شديد ورغم ذلك أجد أعمال البيت فى أنتظارى لايقوم بها غيرى من نظافه.. غسيل..وإعداد الوجبات الغذائية اليوميه.. الخ.
وسط هذه المعاناه اليوميه نسيت أنى فتاه لها أن تحلم كغيرها من الفتايات بأن يكون لها مملكه خاصه تضمها هى وزوجها..!
وربما لأنى الفتاه الوحيده عند أمى قديكون لها الحق فى الإعتماد علئ ولكن ليس بالشكل الذى أفقد قيمه نفسى.. وقد أعيب على نفسى أنه - أحيانا-تأن نفسى وتضطرب من أحكام القيد عليها فأجد نفسى قد صرخت فى وجه أمى بكل أنفعال.
أين أنا ياأماه...؟
*فتاه طالت مده خطبتها لأحد الشباب لمده تزيد عن عشر سنوات لم يشغلها هذا الأمر فى مقابل أن تبذل كل ما فى وسعها لتقف إلى جوار خطيبها فى مرض أمه بالجهد والمال لدرجه أنها توقفت عن أى شراء لها وكانت تكتفى بأن ترتدى ملابس شقيقتها إلى أن توفيت أمه ولما سألته:
أين أنا ..؟
نظر إليها في غايه السخريه وقال:أاتزوج من فتاه بهذا الشكل..!
*امرأه تفرغت لتربيه أبنها الوحيد منذ أن توفي زوجها وأعرضت عن فكره الزواج رغم أنها كانت لاتزال فى ريعان شبابها فبذلت كل جهدها لدرجه أنها كانت تتنقل من بيت لآخر لخدمه أهلها لتوفير كل احتياجات أبنها .
لم يشغلها نفسها فى أى شئ وكان يكفيها بضعه لقيمات تتناولها حتى تتمكن من مواصله جهدها حتى وهنت صحتها ولما حصل أبنها علي شهادته العليا والتحق بمنصب مناسب وقبل أن تسأله :
أين أنا ..؟
طردها من البيت شر طرد..!
*منذ أن توفيت زوجته تفرغ تماما لتربيه أبناءه الصغار فبذل كل مافى وسعه لتوفير سبل الراحه لهم.. والحرص علي تربيتهم تربيه طيبه.. كان يعمل ليل نهار لتلبيه كافه احتياجاتهم حتى تزوجوا.. ومن يومها لم يعد أى واحد منهم يسأل عنه ولو هاتفيا..!
وجلس الرجل يتساءل بينه وبين نفسه :أين انا..؟
قيل أنه مات في شقته ولم ينتبه إلى موته إلا الجيران عندما تعفنت جثته ولم تعد تطاق رائحتها..
مع تحياتي
عبدالفتاح حموده
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق