مسير النور
حان الميقات
وهم النور بالرحيل
سنين من التعذيب والتحقير
لخير المؤمنين والصحابة والتكبيل
بلال بن رباح المرمي في الصحراء
في الحر لكنه بإيمانه أصيل
ولآل ياسر الجنة لما لحقهم
والصبر عندهم مثل بأحسن تمثيل
إيذاء كفار قريش تعاظم
وإذن بالهجرة من الرسول الكريم
أفرادا وجماعات ... فقد طالهم الأذى والتنكيل
بصحيفة حاصروا بني هاشم
في الرزق ... قاطعوا الرحم
ولم يعد بالإمكان التعديل
للأوس والخزرج بيعة العقبة الأولى والثانية
ولهم الأجر في النصرة والإيثار وتقاسم ثمر النخيل
دعا المصطفى ربه وتوكل عليه
لحفظ المهاجرين المؤمنين والله خير وكيل
مكرهم تمادى في دار الندوة
عقدوا الاتفاق الضليل
أوحى الله له فلم يجد عن الهجرة بديل .
حان الميقات
والنور يسري ... نور يسير
سلم الهادي أمره لخالقه
وأعلن لأبي بكر الخبر اليقين
واختياره لرفقته الخليل
فخرج المصطفى مظطرا في الليل العتيم
والقلب يملأه الشوق لمكة ولبيوت له فيها حنين
وذكرى تحوم في الفؤاد لنسيمها العليل
علي بات في فرشة النور
متسجيا ببرد الحبيب
إيمانا بالدعوة وتضحية ليس لها مثيل
باقيا ليرد الآمانات والودائع إلى أصحابها
ويلحق بعدها بالركب الجليل
احتشدوا ماكرين أمام البيت بسيوفهم
فأغشى الله على أعينهم النعاس الطويل
خرج أمامهم وعلى لسانه آيات
من كلام الله مرتلة بأفضل ترتيل
مشى خير الورى والله نصير حفيظ
ورضاه عليه وله الظليل .
حان الميقات
والنور يسري .... نور يسير
وصولا لغار ثور الطاهر الحامي ...توقف المسير
تجلت معجزات كبرى ... للعقل ذهيل
الحمام وضع بيضه
والعنكبوت لخيوطه غزل على فم الغار
وأبدع في التشكيل
أطلقت أغصانها وتدلت بفروعها شجرة بتيل
تعقبه الكفار فلم يروا له أثر
لا خيال ... لا صوت سوى الهديل
جزع الصديق ووجل
طمأنه الحبيب "لا تحزن الله معنا"
لن يلحقنا أذى أي ذليل
أسماء ذات النطاقين تمون بالغذاء والماء في الحميل
وأخيها العارف بالأخبار نجحا في التضليل
عامر بن فهيرة يخفي أثر مسير عبد الله
عند الذهاب والعودة فكان له يزيل
مكوث ثلاثة ليال حتى انقطع الخبر والقال والقيل
فجاءهم رجل أعرف بالمسالك ... الدليل
بإرشاد ابن أريقط خرجوا من الغار
واتجهوا بطريق لا يعرفه إلا القليل .
حان الميقات
والنور يسري ... نور يسير
خلص زاد الرحلة
واشتد بالرحل الجوع والعطش
وحالهم صار للتعب يميل
فطلبا الضيافة من أم معبد
لكن لا وجود إلا لشاة هزيل
مسحت ببركة الحبيب وها هو الحليب يسيل
أبدعت عاتكة الخزاعية بوصف بديع عظيم
عن الظاهر الوضاءة الوسيم القسيم الأثيل
أسلم آل معبد فلقد نزل ... بخيمتهم خير نزيل .
حان الميقات
والنور يسري ... نور يسير
يأس المشركون ورجعوا خائبين
والله لمكرهم عن الحبيب يحيل
أطلقوا دعايات ومنحوا هدايا للطامعين
لمائة ناقة لحق موكب النور عجيل
سراقة بن مالك العتيل
والمكر السيء لأهله يحيق
أوشك أن يحقق مناه لكن هيهات
ساخت قوائم الفرس فلم ير من هذا قبيل
طلب الأمان
عفى عنه النبي الكريم وأخلى له السبيل.
وعده بسوار كسرى وهو لوعده صادق أمين
فرجع ولم يمس النبي بأذى ولم يكن عليه خبير
مقتنعا بأن النور محمي ... لا يوجد مقاوما له
ولا مثله يوجد من نبيل .
حان الميقات
والنور يسري ... نور يسير
وصل الرسول سالما منصورا إلى يثرب
وخرج لاستقبالهم الإخوة في ترديد
"طلع البدر" الجميل
فكان يوم الوصول يوم النعم الحفيل
بركت الناقة المأمورة بأرض بني النجار
فتم كان المقام وانتهى الحمل الثقيل
هنا نهاية الرحلة وبداية حضارة ديننا الحنيف
وللتقويم الهجري الابتداء وللدين التكميل
وللهجرة دروسا وعبرا تنفع وتفيد
صالحة لكل الأزمان وتفكر لكل جيل .
قوة العقيدة ... حسن التدبير والتخطيط
والعزيمة ... دروسا كثيرة لها كل التبجيل
نور حل على المدينة ... إكليل
بداية البداية ...
وراية الاسلام في كل البقاع لها تنزيل
هذه حكاية الحبيب في مسير النور بتفصيل
والنور يسري ... نور يسير.
🌼🌼🌼
بقلمي سهيلة مسة/المغرب