يبحثونَ عنكِ
-------------
يبحثونَ عنكِ ، قرائي ، وأصدقائي ،
وبائعو الصحائفِ
وأعدائي الذين يرصدون أنفاسي
بلا توقفِ
وأولياءُ الأمرِ في بلادنا
وكل كل معارفي
يبحثون عنك بين أرقامي ، وأحرفي
وخلفَ كل فاصلةٍ ،ونقطةٍ،
وشاردةٍ ،وواردةْ،
وخالصٍ،وزائفِ
وقائمٍ ،ونائمٍ ،وقاعدٍ ،وواقفِ
وقبل كل قادمٍ،ورائحِ
وفي أناشيدِ الشُجونِ،
وفي المدائحِ
وفي زوايا الصمت والسكونِ،
وفي جميعِ النصائحِ
وأينما ذهبتُ ،وكلما رجعتُ،
وعندما أكونْ..
سيبحثونِ ،ويبحثونْ
عنِ التي أحالتني لشاعرٍ ،وساحرِ
وحركتْ على دفاتري المعاني،
وجرتْ براكيني، وأيقظتْ حناني ..
عن التي من أجلها
أعلنتُ عصياني على كل خنوعْ
ومن عُيُونِها
حولتُ أغصاني إلى أحلىَ ربيعْ
وزرعتُ آفاقَ الذُرىَ بالابتسامْ
ورفعتُ أطنانَ الدموعْ،
ومحوتُ أحزاني..
عن التي قد ألهمتني،
فكرةَ الحُبِ ،لأعشقْ..
طاقةَ النورِ،لأنطقْ..
أخرجتني من سراديبِ الظلامْ..
حررتني من قيودِ الإنهزامْ
وكالضياءِ إلى السماءِ،
أطلقتْ في الصمتِ آياتِ الكلامْ..
يبحثونَ عنكِ ، كلُ أعداءِ المحبةِ..
كل حُسّادِ الغرامْ..
يدبرونَ لي المكائدِ ،بانتقامْ..
يبحثونَ ..عن حبيبتي
التي تفوق أسلحةَ المحبةِ
في معاركِ الوِئامْ
والتي يطلعُ من عُيُونِها النهارْ
ومن بهائها ، الفجرُ يغارْ
ومن جمالها كل الجمالِ،
وعلى جبينها تُزْهِرُ الأزهارْ
حبيبتي التي من طيفها
تنبع الأفكارْ،
وتخرجُ الأشعارْ..
حبيبتي التي
ترسو على ابتسامها الأنظارْ
وإلى ، ومِنْ شُطُوطِها تأتي البِحارُ،
وترحلُ البِحارْ
يبحثونَ عنكِ في الرمالِ ، وفي المحارْ
وفي الدروبِ، وفي القلوبِ،
وفي الحدائقِ ..في القفارْ..
وفي أنفاسي ،
وفي دفاتري ، وما بينَ سُطوري،
وفي خزائنِ الأسرارْ..
وفي دَمي،
وفي شراييني، وفي عقيدتي ، وديني،
وفي جميعِ ؛ جميعِها شُؤوني،
وفي يقيني..في ظنوني،
وفي كتاباتي التي تحولتْ
بفعلِ السحرِ من إلهامكْ،
إلى مسائلٍ تُثارْ..
وفي بلادِ قلبي..
يمشطونها داراً ،فدارْ..
وفي عُطُوري،
وبينَ طياتِ ثيابي،
وفي تجاربِ الحُبِ التي كانتْ
في صدرِ أيامِ شبابي،
وفي حُضوري، وفي غيابي،
وفي هنائي ، وفي عذابي.
وفي صفحةِ الحالةِ الجنائيهْ،
وفي انتماءاتي السياسيهْ..
يبحثونَ عنكِ وباقتدارْ
لفكِ طلسمِ الطلاسمِ الجبّارْ:
وكيف أشعلتِ بقلبِ الثلجِ
كلَّ النارْ ؟!!
وحولتِ مقابرَ الهوى والصمتِ
إلى مزارْ ؟!! ..
أعدتِ للشْعرِ وللشاعرِ
كلَّ هذا الانبهارْ
يبحثونَ عنكِ لوقفِ الإنهيارْ
فحلمهم الكبيرُ تحيطهُ الأخطارْ
وليلُ غدرهم،
من بعدِ عينيكِ ما لهُ مسارْ..
يبحثون عنك،
وأنتِ ههُنا ؛
في ذمَّةِ الأقدارْ !
----------------
شعر : يوسف شهير